من فعله خاصّة مع قدرته وعلمه فإنّه يكون ناقضا لغرضه ومناقضا (١) لإرادته ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.
لا يقال : هذا كلّه مبني على أنّ الإمامة لا يقوم غيرها مقامها ، فيحتاج إلى بيان ذلك (٢) ، ولم [يبيّنوه] (٣).
لأنّا نقول : انحصار الدليل الموصل في العقل والنقل قطعي ، وانتفاء الثاني في أكثر الأحكام ممّا اتّفق عليه الكلّ ، وانحصار النقلي في نصّ بيّن أو إمام أو إجماع ـ [إذ] (٤) غير ذلك لا يفيد اليقين ـ معلوم و [ممّا] (٥) اتّفق عليه الكلّ.
والأوّل لا يفي بكلّ الأحكام ، فتعيّن الثاني ، ولا يحصل العلم به إلّا إذا كان من معصوم ، وهو ظاهر.
الرابع : قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٦) ، أمر وتهديد على الترك.
[مقدّمة] (٧) : إيجاب ما لا يطاق مع العلم بأنّه ما لا يطاق قبيح [عقلا ، وكذا الأمر به على سبيل الندب ، وإباحته عبث ، والعبث من الحكيم العالم به قبيح] (٨).
مقدّمة أخرى : قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ) إمّا على سبيل الوجوب ، أو الندب ، أو [الإباحة] (٩) ، لا يخلو عن هذه الأمور الثلاثة.
__________________
(١) لم ترد في «ب» : (لغرضه ومناقضا).
(٢) في «ب» : (شاف) بدل : (ذلك).
(٣) في «أ» بعد : (ولم) كلمة غير مقروءة ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» : (أو) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) في «أ» : (إنّما) ، وما أثبتناه من «ب».
(٦) البقرة : ٢٠٣.
(٧) في «أ» : (متقدمة) ، وما أثبتناه من «ب».
(٨) من «ب».
(٩) في «أ» : (الأوّل) ، وما أثبتناه من «ب».