وإذا لم يكن للنبيّ عليهالسلام أن يولّي إلّا بنصّ [من] (١) الله عزوجل لم يكن لغيره.
والذي يولّيه الله تعالى لا يمكن أن يكون من القسم الأوّل ، ويجب أن يكون من القسم الثاني ، ويجب أن يعلم المكلّفون بأنّه ممتنع أن يكون من القسم الأوّل وأنّه من القسم الثاني ، وذلك إنّما يتحقّق مع وجوب عصمة الإمام ، وهو المطلوب.
الرابع عشر : القرآن الكريم العظيم مشحون بآي التحذير ووجوب التفكّر في أمور الدنيا وهو إصلاح المعاش ، والآخرة وهو إصلاح أمر الآخرة. والمعاد إنّما جاء بعد أن نصب الله تعالى لكلّ [مخاطب] (٢) بذلك ما [يفيده العلم] (٣) إذا رجع إليه ، سواء كان في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله أو بعده ؛ لقوله تعالى : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (٤) في الدنيا والآخرة. ولقوله (٥) تعالى : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٦).
بمعنى أنّه عامّ [لجميع] (٧) المكلّفين في جميع الأزمنة و [في] (٨) جميع الأحكام إجماعا ؛ لأنّ ترجيح بعضها دون بعض ترجيح من غير مرجّح ، ولا يختصّ ذلك بالأصول ؛ لأنّ الأحكام المتعلّقة بأمور الدنيا ليست من الأصول.
وهو عقلي ، أو نقلي.
__________________
(١) من «ب».
(٢) في «أ» : (خاطب) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) في «أ» : (يفيد للعلم) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) البقرة : ٢١٩ و ٢٦٦.
(٥) في «ب» : (قوله) بدل : (لقوله).
(٦) البقرة : ٢٢١.
(٧) في «أ» و «ب» : (بجميع) ، وما أثبتناه للسياق.
(٨) في «أ» : (هي) ، وما أثبتناه من «ب».