الاقتداء بهم وجعلهم (سفن النجاة) تارة و (أمانا للأمة) أخرى و (باب حطة) ثالثة وهكذا (١).
ومما ينبغي ذكره هنا لتأكيد ما ذكره السيد الحكيم هو ان الرجوع إلى سنة أهل البيت عليهمالسلام هو في الواقع رجوع إلى سنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنهم تلامذة الرسول والمحكمون لشرعته وحديثهم حديثه ونقلهم عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم وحينئذ يعود هذا الفارق الموهوم جسرا للتفاهم والرجوع إلى الواقع والتقارب بين المسلمين.
ولا أدل على ذلك من سعة المسامحة المشتركة بين الفقه الإمامي والفقه السني حتى تصل إلى أكثر من ٩٠ بالمائة من الفقه بمجموعه ، بل ان الروايات المشتركة بين الفريقين تشكل أروع صورة للتقارب بين المضامين بحيث تعود الروايات المختلفة قليلة الحجم وضعيفة الأثر خصوصا على الصعيد الفقهي ولهذا مجال مطول من الحديث.
خامسا : حول الأصول المختلف فيها (القياس ...) ..
ومن موارد الاختلاف الكبرى ، الاختلاف حول القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وأمثالها وقد تعرض لها السيد الأستاذ بكل حكمة وموضوعية ودرسها بكل عمق ، واستطاع من خلال دراسته ان يثبت حقيقتين كبيرتين :
الأولى : أصالة الموقف الإمامي.
الثانية : ان الهوة بين الموقفين ليست بهذا البعد الّذي يتصوره البعض بل قد تضيق هذه الهوة إلى الحد الّذي يعود النزاع فيها لفظيا ولو على مستوى بعض الاتجاهات.
وهذا ما سنلاحظه فيما يلي :
__________________
(١) الأصول الفقه المقارن : ١٦٨.