النتائج.
ثالثا : موضوع التحريف : وشبهة التحرف في القرآن الكريم تعد من أكبر الشبهات التي تثار لا في وجه حجّيّة الظواهر القرآنية فحسب بل تستعمل كأداة ضخمة لضرب المذاهب الإمامي باعتباره يقول بها وكتب الهمز واللمز هذه تزخر بتوجيه الاتهام والكلام المطول ضده.
ومن هنا نجد السيد الحكيم (حفظه الله) يولي أكبر الاهتمام لهذه الشبهة ويعالجها أروع علاج ، فيبحث أولا عن منشئها في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث ، وما ورد في أصول الكافي من روايات مؤكدا على أن المنشأ إنما هو في كتب الفريقين معا ، ومعقبا على ما قاله الشيخ أبو زهرة من أن ما جاء في الكافي هي وثيقة تكفير المرحوم الكليني ، مؤكدا أن أسلوب التكفير أسلوب مرفوض ، خصوصا إذا كان من قبل العلماء ، موضحا أن مجرد التشكيك في هذا الموضوع لا يعد تشكيكا في ضرورة من ضروريات الدين حتى يؤدي إلى الكفر ، على أن مجرد رواية أحاديث النقص وعدم التعقيب عليها لا يدل على الوثوق بصدورها ، بل لعل رواية الكليني لها في النوادر دليل على إنكارها بعد ما جاء في الرواية المرفوعة عنهم عليهمالسلام من قوله عليهالسلام : «ودع الشاذ النادر».
على أن الكليني نفسه روى الروايات العلاجية والتي تأمر بعرض الروايات على كتاب الله عزوجل «فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه» (١) وروايات النقص لا تنسجم مطلقا مع الآية الشريفة (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٢).
وهكذا يستمر في رد الشبهة منافحا ومدافعا بقوة يقول :
__________________
(١) أصول الكافي ، هامش مرآة العقول : ١ ٦.
(٢) سورة الحجر : الآية ٩.