[١٠] (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)
تسلية للرسول صلىاللهعليهوآله عمّا كان يلقى من قومه. (فَحاقَ) : فأحاط. (١)
(فَحاقَ) ؛ أي : فنزل بهم وبال استهزائهم. (٢)
(فَحاقَ بِالَّذِينَ) ؛ أي : فحاق بهم العذاب الذي كانوا يسخرون من وقوعه. (٣)
(ما كانُوا) ؛ أي : الشيء الذي كانوا به يستهزئون وهو الحقّ حيث أهلكوا من أجل الاستهزاء به. (٤)
[١١] (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)
(ثُمَّ انْظُرُوا). فإن قلت : أيّ فرق بين قوله : (فَانْظُروا)(٥) وقوله : (ثُمَّ انْظُرُوا)؟ قلت : جعل النظر سببا عن السير في قوله : (فَانْظُروا). فكأنّه قيل : سيروا لأجل النظر ولا تسيروا سير الغافلين. وأمّا قوله : (سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا) فمعناه إباحة السير في الأرض للتجارة وغيرها من المنافع وإيجاب النظر في آثار الهالكين. ونبّه على ذلك بثمّ لتباعد ما بين الواجب والمباح. (٦)
(ثُمَّ انْظُرُوا) بالعين والقلب. (عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ). كانت باقية الآثار ، فإذا سافروا في الأرض رأوها. (٧)
[١٢] (قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٨.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٩٤.
(٣) مجمع البيان ٤ / ٤٣٠.
(٤) الكشّاف ٢ / ٨.
(٥) آل عمران (٣) / ١٣٧ : «فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ».
(٦) الكشّاف ٢ / ٨.
(٧) مجمع البيان ٤ / ٤٣٠.