قائمة الکتاب
إعدادات
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ٢ ]
عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ٢ ]
تحمیل
من بلغه أنّي أدعو إلى أن لا إله إلّا الله ، فقد بلغته الحجّة وقامت عليه. وفي تفسير العيّاشيّ قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهماالسلام : معناه : من بلغ أن يكون إماما من آل محمّد عليهمالسلام فهو ينذر بالقرآن كما أنذر رسول الله. وعلى هذا فيكون قوله : (وَمَنْ بَلَغَ) في موضع رفع عطفا على الضمير في أنذر. (وَأُوحِيَ) ؛ أي : أنزل حجّة على صدقي. (آلِهَةً أُخْرى) بعد قيام الحجّة بوحدانيّة الله تعالى. (١)
(قُلِ اللهُ) ؛ أي : الله أكبر شهادة. (أَإِنَّكُمْ). تقرير لهم مع إنكار واستبعاد. (قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ) ؛ أي : بل أشهد أن لا إله إلّا هو. (تُشْرِكُونَ). يعني الأصنام. (٢)
[٢٠] (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
(الَّذِينَ) : اليهود والنصارى. (يَعْرِفُونَهُ) ؛ أي : يعرفون رسول الله صلىاللهعليهوآله بحليته ونعته الثابت في الكتابين معرفة خاصّة. (كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) بحلاهم ونعوتهم لا يخفون عليهم ولا يلتبسون بغيرهم. وهذا استشهاد لأهل مكّة بمعرفة أهل الكتاب به وبصحّة نبوّته. (خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) من المشركين ومن أهل الكتاب الجاحدين (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) به. (٣)
(خَسِرُوا) من أهل الكتاب والمشركين. (لا يُؤْمِنُونَ). أي لتضييعهم ما به يكتسب الإيمان. (٤)
قيل لعبد الله بن سلام : إنّ الله أنزل على نبيّنا أنّ أهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم. فكيف هذه المعرفة؟ قال عبد الله بن سلام : نعرف نبيّ الله بالنعت الذي نعته الله. إذا رأيناه فيكم ، عرفناه كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان. وأيم الله الذي يحلف به ابن سلام ، لأنا بمحمّد أشدّ معرفة منّي بابني. فقال له : كيف؟ قال عبد الله : عرفته بما نعته الله لنا في كتابنا فأشهد أنّه هو. فأمّا ابني فإنّي لا أدري ما أحدثت أمّه. قال : قد وفّقت وصدقت و
__________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٤٣٦ ـ ٤٣٧.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٩٦.
(٣) الكشّاف ٢ / ١١ ـ ١٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٩٦.