أصبت. (١)
[٢١] (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً). كقولهم : الملائكة بنات الله ، و (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ). (٢)(أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ).
كأن كذّبوا القرآن والمعجزات وسمّوها سحرا. وإنّما ذكر (أَوْ) ، وهم قد جمعوا بين الأمرين ، تنبيها على أنّ كلّا منهما وحده بالغ غاية الإفراط في الظلم على النفس. (لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) ، فضلا عمّن لا أحد أظلم منه. (٣)
[٢٢] (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)
(يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ). ناصبه محذوف. تقديره : ويوم نحشرهم كان كيت كيت. فترك ليبقى على الإبهام الذي هو أدخل في التخويف. (أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ) : أين آلهتكم التي جعلتموها شركاء لله؟ (تَزْعُمُونَ). معناه : تزعمونهم شركاء. فحذف المفعولان. وإنّما يقال لهم ذلك على جهة التوبيخ. ويجوز أن يشاهدوهم ، إلّا أنّهم حين لا ينفعونهم ولا يكون منهم ما رجوا من الشفاعة ، فكأنّهم غيب عنهم ؛ وأن يحال بينهم وبينهم في وقت التوبيخ ليفقدوهم في الساعة التي علّقوا بهم الرجاء فيها فيروا مكانه خزيهم وحسرتهم. (٤)
(تَزْعُمُونَ) : زعمتم نفعها.
[٢٣] (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)
(تَكُنْ). قرأ ابن كثير : (لَمْ تَكُنْ) ـ بالتاء ـ (فِتْنَتُهُمْ) بالرفع ، على أنّها الاسم. ونافع بالتاء والنصب على أنّ الاسم (أَنْ قالُوا) والتأنيث للخبر ؛ كقولهم : من كانت أمّك. والباقون بالياء
__________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٤٣٧.
(٢) يونس (١٠) / ١٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٩٦.
(٤) الكشّاف ٢ / ١٢.