تَعالى) : تبرّأ وجلّ أن يكون له شريك فيدفع ما أراد بهم. (يُشْرِكُونَ). قرأحمزة والكسائيّ بالتاء على وفق قوله : (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ). (١)
(عَمَّا يُشْرِكُونَ). لأنّ استعجالهم استهزاء وتكذيب. وذلك من الشرك. (٢)
[٢] (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢))
(بِالرُّوحِ) ؛ أي : بالوحي ، أو القرآن. فإنّه تحيى به القلوب الميّتة بالجهل ، أو يقوم [في] الدين مقام الروح في الجسد. (يُنَزِّلُ). ابن كثير وأبو عمرو : (يُنَزِّلُ) من أنزل. وعن يعقوب : «تنزل» بمعنى تتنزّل. وأبو بكر : «تنزل» على المضارع المبنيّ للمفعول من التنزيل. (أَنْ أَنْذِرُوا) : بأن أنذروا ؛ أي : أعلموا. من نذرته بكذا ، إذا أعلمته. (٣)
(أَنْ أَنْذِرُوا). بدل من الروح. أي : ينزّل بأن أنذروا. وتقديره : بأنّه أي الشأن أقول لكم : أنذروا. أو يكون أن مفسّرة. لأنّ تنزيل الملائكة بالوحي فيه معنى القول. (٤)
[٣] (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
(بِالْحَقِّ) ؛ أي : بالحكمة. (عَمَّا يُشْرِكُونَ) ممّا لا يقدر على خلقها. (٥)
[٤] (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)
(مِنْ نُطْفَةٍ) : من جماد لا حسّ بها ولا حراك سيّالة لا تحفظ الوضع والشكل. (خَصِيمٌ مُبِينٌ) ؛ أي : منطيق مجادل مبين للحجّة. أو : خصيم مكافح لخالقه قائل : من يحيي العظام وهي رميم؟ روي أنّ أبيّ بن خلف أتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعظم رميم وقال : يا محمّد ، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رمّ؟ فنزلت الآية. (٦)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣٧.
(٢) الكشّاف ٢ / ٥٩٣.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣٧.
(٤) الكشّاف ٢ / ٥٩٣.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣٨.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣٨.