[٥] (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥))
(وَالْأَنْعامَ) : الإبل والبقر والغنم. وانتصابه بمضمر يفسّره (خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ) ؛ أي : ما يدفأ به فيقي البرد. (وَمَنافِعُ) : نسلها ودرّها وظهورها. (تَأْكُلُونَ). أي كاللّحوم والشحوم والألبان. وأمّا الأكل من سائر الحيوانات المأكولة ، فعلى سبيل التداوي أو التفكّه. (١)
(دِفْءٌ) ؛ أي : لباس. (٢)
[٦] (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦))
(جَمالٌ) ؛ أي : زينة. (تُرِيحُونَ) : تردّونها من مراعيها إلى مراحها بالعشيّ. (حِينَ تَسْرَحُونَ) : تخرجونها بالغداة إلى المراعي. فإنّ الأفنية تتزيّن بها في الوقتين فيجلّ أهلها في أعين الناظرين إليها. وتقديم الإراحة لأنّ الجمال فيها أظهر فإنّها تقبل ملأى البطون حافلة الضروع ثمّ تأوي إلى الحظائر حاضرة لأهلها. (٣)
[٧] (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٧))
(أَثْقالَكُمْ) ؛ أي : أحمالكم. (٤)
(إِلى بَلَدٍ) : إلى مكّة والمدينة وجميع البلدان. (٥)
(بِشِقِّ). بكسر الشين وفتحها. قيل : هما لغتان في معنى المشقّة. وبينهما فرق ؛ وهو أنّ المفتوح مصدر شقّ الأمر عليه شقّا ، وأمّا الشقّ فالنصف ؛ كأنّه يذهب نصف قوته لما يناله من الجهد. ومعناه : وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه في التقدير لو لم تخلق الإبل إلّا
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣٨.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٥٣٩.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣٨.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٣٨.
(٥) تفسير القمّيّ ١ / ٣٨٢.