بجهد أنفسكم. لأنّهم لم يكونوا بالغيه في الحقيقة. (١)
(وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : ما من ملك ولا سوقيّ يصل إلى الحجّ إلّا بمشقّة في تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس ولا يستطيع ردّها. وذلك قوله عزوجل : (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ) ـ الآية. (٢) والحديث طويل.
(بِشِقِّ). أبو جعفر بفتح الشين ، والباقون بكسرها. (٣)
[٨] (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (٨))
(وَالْخَيْلَ). عطف على الأنعام. أي : وخلق هؤلاء للركوب والزينة. ونصب (زِينَةً) على أنّه مفعول له وهو معطوف على محلّ (لِتَرْكَبُوها). فإن قلت : فهلّا ورد المعطوف والمعطوف عليه على سنن واحد؟ قلت : لأنّ الركوب فعل المخاطبين ، وأمّا الزينة ففعل الزائن وهو الخالق. (ما لا تَعْلَمُونَ). أخبر بأنّ له من الخلائق ما لا علم لنا به ليزيدنا دلالة على اقتداره بالإخبار بذلك. (٤)
[٩] (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ)
(وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) ؛ أي : بيان قصد السبيل. (وَمِنْها جائِرٌ) ؛ أي : من السبيل ما هو عادل عن الحقّ. (٥)
(عَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ). معناه : انّ هداية الطريق الموصل إلى الحقّ واجبة عليه. [وقرأ عبد الله : ومنكم جائر» يعنى : ومنكم] جائر جار عن القصد بسوء اختياره والله بريء منه. (لَهَداكُمْ). أي قسرا وإلجاء. (٦)
[١٠] (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠))
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٥٩٤ ـ ٥٩٥.
(٢) الكافي ٤ / ٢٥٣ ، ح ٧.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٥٣٨.
(٤) الكشّاف ٢ / ٥٩٥.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٥٤٢.
(٦) الكشّاف ٢ / ٥٩٦.