(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا) ؛ أي : يقرأ عليه القرآن ، (وَلَّى) ؛ أي : أعرض عن سماعه إعراض من لا يسمعه رافعا نفسه فوق مقدارها. (أُذُنَيْهِ). نافع بسكون الذال. (وَقْراً) ؛ أي : ثقلا يمنعه عن سماع تلك الآيات. (أَلِيمٍ) ؛ أي : مؤلم في القيامة. (١)
[٨ ـ ٩] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩))
(وَعْدَ اللهِ حَقًّا) ؛ أي : وعدا وعده حقّا. (٢)
(وَعْدَ اللهِ حَقًّا). مصدران مؤكّدان ؛ الأوّل مؤكّد لنفسه والثاني لغيره. لأنّ قوله : (لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) في معنى الوعد وأمّا حقّا فدالّ على معنى الثبات أكّد به معنى الوعد. ومؤكّدهما جميعا قوله : (لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ). (٣)
[١٠] (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠))
(بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها). يعني أنّه عمدها بعمد لا ترى ؛ وهي إمساكها بقدرته. (٤)
(بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها). إذ لو كان لها عمد لرأيتموها لأنّها [لو كانت] تكون أجساما عظاما حتّى يصحّ منها أن تقلّ السموات. ولو كانت كذلك ، لاحتاجت إلى عمد آخر وكان يتسلسل. فإذا لا عمد لها. وقيل : إنّ المراد بغير عمد مرئيّة. والمعنى أنّ لها عمدا لا ترونها. والصحيح الأوّل. (رَواسِيَ) ؛ أي : جبالا ثابتة. (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) ؛ أي : كراهة أن تميد بكم. (مِنْ كُلِّ دابَّةٍ) تدبّ على وجهها من أنواع الحيوانات. (فَأَنْبَتْنا فِيها) ؛ أي : في الأرض بذلك الماء من كلّ صنف. (كَرِيمٍ) ؛ أي : حسن النبت طيّبة الثمرة. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٤٩١ و ٤٨٩.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٩١.
(٣) الكشّاف ٣ / ٤٩٢.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤٩٢.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٤٩١.