[١١] (هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١))
(هذا خَلْقُ اللهِ) ؛ أي : ما تقدّم ذكره من خلق السموات والأرض وما فيهما. (مِنْ دُونِهِ). يعني آلهتهم التي يعبدونها. (مُبِينٍ). أي : إنّهم لا يجدون لهذا الكلام جوابا ولا يمكنهم أن يشيروا إلى شيء هو خلق آلهتهم ، فلم يحملهم على عبادتهم خلقهم لشيء ولكنّهم في عدول ظاهر عن الحقّ. (١)
[١٢] (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢))
(لُقْمانَ). قيل : إنّه كان حكيما ولم يكن نبيّا. عن أكثر المفسّرين. وقيل : كان نبيّا. وفسّروا الحكمة بالنبوّة. وقيل : إنّه كان عبدا أسودا حبشيّا غليظ المشافر مشقوق الرجلين في زمن داوود. فقال له بعض الناس : ألست كنت ترعى؟ فقال : نعم. فقال : من أين أوتيت ما أرى؟ قال : قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديث والصمت عمّا لا يعنيني. وقيل : إنّه كان ابن أخت أيّوب. (الْحِكْمَةَ) ؛ أي : العلم والعمل. (أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ) ؛ أي : قلنا له : اشكر لله على ما أعطاك من الحكمة. (يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ). لأنّ ثواب شكره عائد عليه ويستحقّ المزيد. (٢)
(لُقْمانَ) من أولاد آزر. عاش ألف سنة وأدرك داوود وأخذ منه العلم. وكان يفتي قبل مبعث داوود. فلمّا بعث قطع الفتوى. فقيل له ، فقال : ألا أكتفي إذا كفيت؟ (٣)
روي : انّ مولى لقمان أمره بذبح شاة وبأن يخرج منها أطيب مضغتين ، فأخرج اللّسان والقلب. ثم أمره بمثل ذلك بعد أيّام وأن يخرج أخبث مضغتين ، فأخرج اللّسان والقلب. فسأله عن ذلك فقال : هما أطيب ما فيها إذا طابا ، وأخبث ما فيها إذا خبثا. (٤)
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٤٩٣.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٩٣ ـ ٤٩٤.
(٣) تفسير النيسابوريّ ٢١ / ٥٤.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤٩٣.