(الْحِكْمَةَ). عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أوتي معرفة إمام زمانه. (١)
أوّل ما ظهر من حكم لقمان أنّ تاجرا سكر وخاطر نديمه أن يشرب ماء البحر كلّه وإلّا سلّم إليه ماله وأهله. فلمّا أصبح وصحا ندم. فطالبه صاحبه بذلك. فقال لقمان : أنا أخلّصك بشرط ألّا تعود. قل : أشرب الماء الذي كان فيه وقت المخاطرة ، فأتني به. أو أشرب ماءه الآن فسدّ أفواهه لأشربه. أو أشرب الماء الذي يأتي به فاصبر حتى يأتي. فأمسك صاحبه منه. بيان التنزيل لابن شهر آشوب. (٢)
[١٣] (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣))
(لِابْنِهِ). قيل : كان اسمه أنعم. وقيل : كان ابنه وامرأته كافرين فما زال بهما حتّى أسلما. (٣)
(وَإِذْ قالَ) ؛ أي : واذكر يا محمّد. (وَهُوَ يَعِظُهُ) : يؤدّبه ويذكّره. (لا تُشْرِكْ بِاللهِ) ؛ أي : لا تعدل بالله شيئا في العبادة. (لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). أصل الظلم النقصان. وقيل : إنّه ظلم نفسه ظلما عظيما بأن أو بقها. ابن كثير في رواية البزّيّ : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ) ساكنة الياء (يا بُنَيَّ إِنَّها) مكسورة الياء (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ) مفتوحة الياء. وقرأ في رواية القوّاس : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ) (يا بُنَيَّ أَقِمِ) ساكنة الياء فيهما (يا بُنَيَّ إِنَّها) مكسورة الياء. [وقرأ ابن فليج : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ) (يا بُنَيَّ إِنَّها) مكسورة الياء] فيهما (يا بُنَيَّ أَقِمِ) مفتوحة الياء. قرأ حفص : (يا بُنَيَّ) بفتح الياء في كلّ القرآن ، والباقون بكسر الياء في كلّ القرآن. (٤)
[١٤] (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤))
عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : «ووصّينا الإنسان بوالديه» قال : «رسول الله وعليّ صلوات الله عليهما.» وإنّما كنى عنهما بالوالدين لأنّ الوالد هو السبب الأقوى في إنشاء الولد ولولاهما
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ١٦١.
(٢) بحار الأنوار ١٣ / ٤٣٣.
(٣) الكشّاف ٣ / ٤٩٣ ـ ٤٩٤.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٤٩٤ و ٤٩٢.