القبيح من الأعمال ، فله (جَنَّتانِ)(١) ؛ أي : جنّة النعيم وجنّة عدن. [عن مقاتل]. وقيل : إحدى الجنّتين منزله والأخرى منزل أزواجه وخدمه. وقيل : جنّة من فضّة وجنّة من ذهب. (٢)
(مَقامَ رَبِّهِ) : موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب يوم القيامة. من قوله : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ). (٣) ويجوز أن يراد بمقام ربّه أنّ الله قائم عليه ؛ أي : حافظ مهيمن ـ من قوله : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ)(٤) ـ فهو يراقب ذلك فلا يجسر على معصيته. وقيل : هو مقحم. كما تقول : أخاف جانب فلان. فإن قلت : لم قال : (جَنَّتانِ)؟ قلت : الخطاب للثقلين. فكأنّه قيل : لكلّ خائفين منكما جنّتان ، جنّة للخائف الإنسيّ وجنّة للخائف الجنّيّ. ويجوز أن يقال : جنّة لفعل الطاعات وجنّة لترك المعاصي ، وأن يقال : جنّة يثاب بها ، وجنّة على وجه التفضّل لقوله : (وَزِيادَةٌ)(٥). (٦)
[٤٨] (ذَواتا أَفْنانٍ (٤٨))
ثمّ وصف الجنّتين فقال : (ذَواتا أَفْنانٍ) ؛ أي : ذواتا ألوان من النعيم والفواكه. وقيل : ذواتا أغصان. (٧)
(ذَواتا أَفْنانٍ). خصّ الأفنان بالذكر ، وهي الغصنة التي يتشعّب من فروع الشجرة ، لأنّها هي التي تورق وتثمر فمنها يمتدّ الظلال ومنها يجتنى الثمار. (٨)
[٥٠ ـ ٥١] (فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ (٥٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥١))
__________________
(١) كذا في المصدر أيضا. والحديث مرويّ في الكافي ٢ / ٨٠ ، ح ١ أيضا وفي آخره : «... من الأعمال ، فذلك الذي خاف مقام ربّه و....» وقد أدغم في المجمع بين كلامه عليهالسلام وكلام مقاتل.
(٢) مجمع البيان ٩ / ٣١٤.
(٣) المطفّفين (٨٣) / ٦.
(٤) الرعد (١٣) / ٣٣.
(٥) يونس (١٠) / ٢٦.
(٦) الكشّاف ٤ / ٤٥١ ـ ٤٥٢.
(٧) مجمع البيان ٩ / ٣١٤.
(٨) الكشّاف ٤ / ٤٥٢.