هاتين الشجرتين لأنّ العرب كانوا يعرفون ذلك. فإنّ عامّة أشجارهم أمّ غيلان ذات أنوار ورائحة طيّبة. (١)
[٣٠] (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠))
(وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) : منبسط لا يتقلّص كظلّ ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. (٢)
[٣١] (وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١))
(وَماءٍ مَسْكُوبٍ) : يسكب لهم أين شاؤوا وكيف شاؤوا لا يتعنّون فيه. وقيل : دائم الجرية لا ينقطع. وقيل : مصبوب يجري على الأرض في غير أخدود. (٣)
[٣٢ ـ ٣٣] (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣))
(لا مَقْطُوعَةٍ) في بعض الأوقات كفواكه الدنيا. (وَلا مَمْنُوعَةٍ) عن متناولها بوجه ولا يحظر عليها كما يحظر على بساتين الدنيا. (٤)
[٣٤] (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤))
(فُرُشٍ) : جمع فراش. (مَرْفُوعَةٍ) : نضدت حتّى ارتفعت. أو : مرفوعة على الأسرّة. وقيل : هي النساء ـ لأنّ المرأة يكنّى عنها بالفراش ـ مرفوعة على الأرائك. قال الله : (هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ). (٥) ويدلّ عليه قوله : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً). وعلى التفسير الأوّل ، أضمر لهنّ لأنّ ذكر الفراش ـ وهي المضاجع ـ دلّ عليهنّ. (٦)
(فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ). قيل : معناه : نساء مرتفعات القدر في عقولهنّ وحسنهنّ. ولذلك عقبّه
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠.
(٢) الكشّاف ٤ / ٤٦١.
(٣) الكشّاف ٤ / ٤٦١.
(٤) الكشّاف ٤ / ٤٦١.
(٥) يس (٣٦) / ٥٦.
(٦) الكشّاف ٤ / ٤٦١.