[١ ـ ٢] (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢))
لمّا كانت السورة مقصورة على تعداد النعم ، صدّرها بالرحمن وقدّم ما هو أصل النعم الدينيّة وأجلّها وهو إنعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه. فإنّه أساس الدين. (١)
[٣ ـ ٤] (خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (٤))
عن الرضا عليهالسلام في قوله : (خَلَقَ الْإِنْسانَ) قال : ذاك أمير المؤمنين. قلت : (علم البيان) قال : علّمه بيان كلّ شيء يحتاج إليه الناس. (٢)
قال الصادق عليهالسلام : (الْبَيانَ) : الاسم الأعظم الذي علم به كلّ شيء. (٣)
(عَلَّمَهُ الْبَيانَ). إيماء بأنّه خلق البشر وما تميّز به عن سائر الحيوان من البيان وهو التعبير عمّا في الضمير وإفهام الغير لما أدركه لتلقّي الوحي وتعرّف الحقّ وتعلّم الشرع. وإخلاء الجمل الثلاث التي هي أخبار للرحمن عن العاطف لمجيئها على وجه التعديد. (٤)
[٥] (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (٥))
(بِحُسْبانٍ) : يجريان بحساب معلوم مقدّر في بروجهما ومنازلهما وتتّسق بذلك أمور الكائنات السفليّة. (٥)
قلت : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ)؟ قال : هما بعذاب الله. قلت : الشمس والقمر يعذّبان؟ قال : إنّهما آيتان من آيات الله مطيعان له ، ضوؤهما من نور عرشه وحرّهما من جهنّم. فإذا كانت القيامة ، عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرّهما فلا يكون شمس ولا قمر. وإنّما عناهما لعنهما الله. أو ليس قد روى الناس أنّ رسول الله قال : «إنّ الشمس والقمر نوران في النار»؟ قلت : بلى. قال : أما سمعت [قول الناس :] «فلان وفلان شمسا هذه الأمّة ونورها»؟
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥١.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٤٣.
(٣) مجمع البيان ٩ / ٢٩٩.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥١.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥١.