وضعتم التكذيب موضع الشكر. وقيل : نزلت في الأنواء ونسبتهم السقيا إليها. والرزق المطر. يعني : وتجعلون شكر ما يرزقكم من الغيث أنّكم تكذّبون بكونه من الله حيث تنسبونه إلى النجوم. (١)
عن عليّ عليهالسلام أنّه قرأ بهم الواقعة في الصلاة فقال : وتجعلون شكركم أنكم تكذبون» وقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قرأها هكذا. وكانوا إذا أمطروا قالوا : أمطرنا بنوء كذا وكذا. (٢) فأنزل الله. وتجعلون شكركم أنكم تكذبون» (٣)
روى بعضهم عن عاصم : (تُكَذِّبُونَ) بالتخفيف. (٤)
[٨٣] (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧))
(فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ). ترتيب الآية : فلو لا ترجعونها إذا بلغت الحلقوم ، إن كنتم [غير] مدينين. و (فَلَوْ لا) الثانية مكرّرة للتأكيد. والضمير في (تَرْجِعُونَها) للنفس وهي الروح. وفي (أَقْرَبُ إِلَيْهِ) للمحتضر. (غَيْرَ مَدِينِينَ) : غير مربوبين. من دان السلطان الرعيّة ، إذا ساسهم. (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ) يا أهل الميّت بقدرتنا وعلمنا أو بملائكة الموت. والمعنى : انّكم في جحود أفعال الله وآياته في كلّ شيء : إن أنزل عليكم كتابا معجزا ، قلتم : سحر وافتراء. وإن أرسل إليكم رسولا صادقا ، قلتم : ساحر. وإن رزقكم مطرا يحييكم به ، قلتم : صدق بنوء كذا ، على مذهب يؤدّي إلى الإهمال والتعطيل. فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن بعد بلوغه الحلقوم إن لم يكن ثمّ قابض وكنتم [صادقين] في تعطيلكم وكفركم بالمحيي المميت المبدئ المعيد؟ (٥)
(غَيْرَ مَدِينِينَ) ؛ أي : مجزيّين يوم القيامة. (٦)
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٤٦٩.
(٢) بنوء كذا ؛ أي : بنظرات الكواكب. (هامش النسخة)
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٤٩.
(٤) مجمع البيان ٩ / ٣٣٩.
(٥) الكشّاف ٤ / ٤٧٠.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٦٤.