ظاهره وباطنه ؛ أي : عليه يدور الأمر ويتمّ به. (١)
عن جابر بن عبد الله قال : لقيت عمّارا في المدينة فأخبرني أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أقبل علينا ، فبينا نحن كذلك وقد بزغت الشمس ، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فقام إليه النبيّ فقبّل بين عينيه وأجلسه في جنبه. ثمّ قال : قم ـ يا عليّ ـ إلى الشمس فكلّمها ، فإنّها تكلّمك. فقال عليهالسلام للشمس : كيف أصبحت يا خلق الله؟ فقالت : بخير يا رسول رسول الله ، يا أوّل ، يا آخر ، يا ظاهر ، يا باطن ، يا من هو بكلّ شيء عليم. فرجع إلى النبيّ. فقال : أمّا قولها لك : يا أوّل ، فأنت أوّل من آمن بالله. وقولها : يا آخر ، فأنت آخر من يعاينني على مغسلي. وقولها : يا ظاهر ، فأنت آخر من يظهر على مخزون سرّي. وقولها : يا باطن ، فأنت المستنبط (٢) لعلمي. وأمّا العليم بكلّ شيء ، فما أنزل الله تعالى علما إلّا وأنت به عليم. (٣)
وروي هذا الحديث عن الباقر عليهالسلام وفيه : وأنت آخر الأوصياء. ليس بعدي نبيّ ولا بعد وصيّي وصيّ. وأنت الظاهر على أعدائك. وأنت [الباطن] في العلم الظاهر عليه. (٤)
ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن معنى الآخر فقال : إنّه ليس شيء إلّا يبيد أو يتغيّر أو يدخله التغيير والزوال أو ينتقل من لون إلى لون ومن صفة إلى صفة إلّا ربّ العالمين. فإنّه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة. هو الأوّل قبل كلّ شيء. وهو الآخر على ما لم يزل. ولا يختلف عليه الصفات والأسماء كما يختلف على غيره مثل الإنسان الذي يكون ترابا مرّة ، و [مرّة] لحما ودما ، ومرّة رفاتا ورميما ، والله عزوجل بخلاف ذلك. (٥)
[٤] (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤))
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٣٤٧.
(٢) المصدر : المستبطن.
(٣) تأويل الآيات ٢ / ٦٥٤ ـ ٦٥٥ ، ح ١.
(٤) تأويل الآيات ٢ / ٦٥٥ ـ ٦٦٦ ، ح ٢.
(٥) الكافي ١ / ١١٥ ، ح ٥.