الحسن والحسين. (١)
[١٩] (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩))
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) ؛ أي : أرسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين لا فصل بينهما في مرأى العين. (٢)
(الْبَحْرَيْنِ) ؛ أي : بحر فارس والروم. (يَلْتَقِيانِ) في المحيط لأنّهما خليجان ينشعبان منه. (٣)
[٢٠ ـ ٢١] (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١))
(بَرْزَخٌ) ؛ أي : حاجز من الأرض لا يبغي أحدهما على الأخر بالممازجة وإبطال الخاصيّة. (٤)
(بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) ؛ أي : حاجز من قدرة الله. (لا يَبْغِيانِ) : لا يتجاوزان حدّيهما ولا يبغي أحدهما على الأخر بالممازجة. (٥)
[٢٢ ـ ٢٣] (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٣))
(اللُّؤْلُؤُ) : الدرّ. و (الْمَرْجانُ) : هذا الخرز الأحمر. وقيل : اللّؤلؤ كبار الدرّ ، والمرجان صغاره. فإن قلت : لم قال : (مِنْهُمَا) وإنّما يخرجان من الملح؟ قلت : لمّا التقيا وصارا كالشيء الواحد ، جاز أن يقال : يخرجان منهما. وقيل : لا يخرجان إلّا من ملتقى الملح والعذب. (٦)
عن أمير المؤمنين في قوله : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) قال : من ماء السماء ومن ماء البحر. فإذا مطرت ، فتحت الأصداف أفواههما في البحر فيقع فيها من ماء المطر فتخلق
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٤ / ٩٦.
(٢) الكشّاف ٤ / ٤٤٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥٣.
(٥) الكشّاف ٤ / ٤٤٥.
(٦) الكشّاف ٤ / ٤٤٥ ـ ٤٤٦.