الله صلىاللهعليهوسلم : [لمّا خلق الله آدم اشتكت الأرض إلى ربها لما أخذ منها ؛ فوعدها أن يردّ إليها ما أخذ منها ، فما من أحد إلّا يدفن في التّربة الّتي أخذ منها] ورأى أبو هريرة قبرا جديدا ، فقال : (سبحان الله! انظروا كيف سبق هذا العبد إلى تربته الّتي خلق منها).
قوله تعالى : (وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي تعطون جزاء أعمالكم يوم القيامة ، إن خيرا فخير ؛ وإن شرّا فشرّ ، لا تغترّوا بنعم الكفّار ، ولا تحزنوا لشدائد المؤمنين ، فإنّ كلا الفريقين يتفرّقون ؛ فلا بؤس يبقى ولا نعيم في الدّنيا.
قوله تعالى : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) ؛ أي أبعد عنها ؛ (وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ) ؛ أي نجا وسعد وظفر بما يرجو. قوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ (١٨٥)) ؛ متاع الدّنيا مثل القدر والقصعة والفأس ، يتمتّع بهذه الأشياء ؛ أي ينتفع بها ثم تذهب فتفنى ، كذلك الحياة الدّنيا. وقيل : (مَتاعُ الْغُرُورِ) ما يغرّ به الإنسان في الحال ، فكما أنّ التاجر يهرب من متاع الغرور وهو ما يسرع إليه الفساد مثل الزّجاج ، والذي يسرع إليه الكسر ويصلحه الجبر ؛ كذلك ينبغي للحيّ أن يهرب من الدّنيا الفانية إلى متاع الآخرة.
وعن عبد الله بن عمر ؛ قال : (لمّا توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم سجّيناه بثوب ، وجلسنا حوله نبكي ، فأتانا آت نسمع صوته ولا نرى شخصه ، فقال : السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقلنا : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته ، فقال : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) إلى آخر الآية ، ثمّ قال : إنّ في الله خلفا لكلّ هالك ؛ وعزاء من كلّ مصيبة ؛ ودركا من كلّ فائت ، فبالله فاتّقوا وإيّاه فارجوا ، فإنّ المصاب من حرم الثّواب). قال : (فتحدّثنا أنّه جبريل عليهالسلام) (١).
__________________
(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى : كتاب الجنائز : باب ما يقول في التعزية : الحديث (٧١٩٢) عن القاسم بن عبد الله بن عمر ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ، وقال : «قد روي من وجه آخر عن جعفر عن أبيه عن جابر ، ومن جهة آخر عن أنس بن مالك ، وفي أسانيده ضعف. والله أعلم». وفي طبقات ابن سعد : ذكر التعزية برسول الله صلىاللهعليهوسلم : ج ٢ ص ٢٧٥ : ... وذكره.