مكتبة السيِّد مُحَمَّد بحر العلوم ، ومن سائر مكتبات النجف الأشرف ممّا حصل عليه بالمزاد العلني ، كما كانت ـ في حينه ـ تعتبر رابع مكتبة في النجف بعد مكتبتي آل كاشف الغطاء والشيخ مُحَمَّد السماوي ، وهذه السعة في المكتبة ـ مع الجودة ـ راجعة إلى خبرة السيِّد المذكور بالكتب المخطوطة مع سعة ذات يده ، وانتقلت بعد وفاته إلى ولده السيِّد هاشم) (١).
سابعاً ـ السيِّد فاضل نجل السيِّد مُحَمَّد باقر آل بحر العلوم حفظه الله (٢) ، قال ما نصّه : (كان رحمهالله إضافةً إلى مقاميه العلمي والأخلاقي الشامخين ، ذا هواية ورغبة باقتناء الكتب المخطوطة والمطبوعة النادرة ، لهذا فقد كانت له مكتبة ضخمة قيّمة من أنفس مكتبات العراق يومئذ ، وهي بالواقع في بدايتها كانت من متبقيات كتب جدّه صاحب البرهان رحمهالله التي انتقلت إليه ، إضافة لبعض الكتب التي اشتراها من السيِّد مُحَمَّد صاحب البلغة ، ثم أضاف إليها رحمهالله ما أضاف وجعلها نموذجاً رائعاً للمكتبات ، وقد ذكرت في العديد من الكتب والمجلّات ، أذكر منها كتاب (تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر) لجرجي زيدان (٣) ، وكتاب (ماضي النجف وحاضرها) للشيخ جعفر محبوبة الذي وصفها في الجزء الأول من كتابه المذكور ،
__________________
(١) أفاق النجفية ٢٠ : ٣٢٠ رقم ٢.
(٢) هو السيِّد فاضل ابن السيِّد مُحَمَّد باقر ابن السيِّد مهدي ابن السيِّد جعفر آل بحر العلوم حفظه الله ، ولد سنة ١٩٦٥ م.
(٣) كذا ، ولعله من سهو القلم والصحيح أن كتاب (تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر) خال من ذكر للمكتبة فضلاً عن المكتبات الأخرى ، وقد ذكر هو مكتبة واحدة لهذه الأسرة وهي مكتبة السيِّد مُحَمَّد بحر العلوم فقط لا غيرها ضمن مكتبات النجف الأشرف في كتابه تاريخ آداب اللغة العربية ٤ : ١٢٨ ـ ١٢٩ ، فلاحظ.