البيان في تفسير القرآن ، والراوندي (ت ٥٧٣ هـ) صاحب فقه القرآن ، وابن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ) صاحب متشابه القرآن. وتلك التفاسير هي ثمرة نضوج العلوم القرآنية في المدرسة الإمامية في القرن السادس.
الشيخ الطبرسي ومجمع البيان :
أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) ، وكتابه مجمع البيان في تفسير القرآن في عشرة أجزاء (في ستّة مجلّدات) من أشمل التفاسير البيانية والأدبية ، حيث اعتنى المصنّف بحجج اللغويّين ومسائل الخلاف ، وله خصوصية في الترتيب والتبويب والتنسيق والتهذيب. قال في المقدّمة : «قد كنتُ في عهد ريعان الشباب وحداثة السنّ وريّان العيش ونظارة الغصن كثير النـزاع قلق التشوّق شديد التشوّف إلى جمع كتاب في التفسير ينتظم أسرار النحو اللطيفة ولمع اللغة الشريفة ، ويفي موارد القراءات من متوجّهاتها مع بيان حججها الواردة من جميع جهاتها ، ويجمع جوامع البيان في المعاني المستنبطة من معادنها المستخرجة من كوامنها ، إلى غير ذلك من علومه الجمّة مطلعة من الغلق والأكمة ، فيعترض لذلك جوائح الزمان وعوائق الحدثان ، وواردات الهموم وهفوات القدر المحتوم»(١).
منهجه في التفسير هو ذكر السورة مكّية كانت أو مدنية ، وبيان الاختلاف في القراءات والعلل والاتّجاهات والإعراب وأسباب النزول والمعاني والأحكام والتأويلات والقصص ، وكان يشير في كلّ مقام إلى ما روي عن أهل البيت عليهمالسلام في تفسير الآيات بالوجوه والبيّنات مع الاعتدال
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٧٦.