وحسن الاختيار ، واعتمد في تفسيره أيضاً على أقوال الصحابة والتابعين مثل : عبد الله بن عبّاس والحسن البصري وقتادة بن دعامة ومجاهد بن جبر والجبُّائي والسدّي وعبد الله بن مسعود وغيرهم ، ونقل أيضاً عن تفسير التبيان للشيخ الطوسي ، بل وأشاد به في أكثر من موضع. ويبدو أنّ المصنّف لم يلتفت إلى أنّ منهج السدّي ممّن وصفه الشيخ الطوسي بالمنهج أو المذهب المذموم.
يقول في تفسير قوله تعالى : (قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْء وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (١) : «استدلّت المجبرة بقوله تعالى : (خَالِقُ كُلِّ شَيْء) (٢) على أنّ أفعال العباد مخلوقة لله ، لأنّ ظاهر العموم يقتضي دخول أفعال العباد فيه ، وبقوله : (أَمْ جَعَلُوا لله شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ) (٣) ، قالوا : لأنّه أنكر أن يكون خلق كخلقه. وأجيب عن ذلك بأنّ الآية وردت حجّة على الكفّار ، إذ لو كان المراد ما قالوا لكان فيها حجّة لهم على الله ، لأنّه إذا كان الخالق لعبادتهم الأصنام هو الله فلا يتوجّه التوبيخ إلى الكفّار ولا يلحقهم اللوم بذلك ، بل يكون لهم أن يقولوا : إنّك خلقت فينا ذلك ، فلم توبّخنا على فعل فعلته فينا؟! فتبطل حينئذ فائدة الآية»(٤).
ويقول في تفسير قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (٥) : «اُختلف فيه على وجهين :
أحدهما : إنّ المراد إلى ثواب ربّها ناظرة ، أي : هي ناظرة إلى نعيم
__________________
(١) سورة الرعد ١٣ : ١٦.
(٢) سورة الرعد ١٣ : ١٦.
(٣) سورة الرعد ١٣ : ١٦.
(٤) مجمع البيان ٥ ـ ٦ / ٢٨٥.
(٥) سورة القيامة ٧٥ : ٢٢ ـ ٢٣.