الجنّة حالاً بعد حال فيزداد بذلك سرورها ، وذَكَرَ الوجوه والمراد أصحاب الوجوه ، روي ذلك عن جماعة من علماء المفسّرين من الصحابة والتابعين لهم وغيرهم ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، كما في قوله تعالى : (وَجَاءَ رَبُّكَ ...) (١) أي أمر ربِّك ، وقوله : (وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (٢) ، أي : إلى طاعة العزيز الغفّار وتوحيده ...
والآخر : إنّ النظر بمعنى الرؤية ، والمعنى : تنظر إلى الله معاينة ، رووا ذلك عن الكلبي ومقاتل وعطاء وغيرهم»(٣).
ثمّ استدلّ على نفي جواز تلك الرؤية لغةً وعقلاً ، وعليه إجماع الإمامية في امتناع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة.
وفي منهجه حول الاسرائيليّات والأحاديث الموضوعة فقد كان يلفت النظر إلى اختلافها وبطلانها وردّها ، وفي حكاية داود عليهالسلام وامرأة أوريا قال : «إنّ ذلك ممّا لا شبهة في فساده لأنّه يقدح في العدالة ، فكيف يجوز أن يكون أنبياء الله الذين هم أُمناؤه على وحيه وسفراؤه بينه وبين خلقه بصفة من لا تقبل شهادته وعلى حالة تنفّر من الاستماع إليه والقبول منه؟! جلّ انبياء الله عن ذلك. وقد روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : لا أُوتى برجل يزعم أنّ داود تزوّج امرأة أوريا إلاّ جلدته حدّين : حدّاً للنبوّة وحدّاً للإسلام»(٤).
__________________
(١) سورة الفجر ٨٩ : ٢٢.
(٢) سورة غافر ٤٠ : ٤٢.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٣٩٨.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٤٧٢ سورة ص ذيل آية ٢٥.