أيضاً عصمته لأنّه تعالى إذا أوجب له من فرض الطاعة مثل ما أوجبه لنفسه تعالى ولنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) اقتضى ذلك طاعته في كلِّ شيء ، وهذا برهان عصمته ، لأنّه لو لم يكن كذلك لجاز منه الأمر بالقبيح ، وفي علمنا بأنّ ذلك لا يجوز عليه سبحانه ، وهو دليل على وجوب العصمة»(١).
وفي قوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (٢) وقوله تعالى : (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (٣) قال : «يدلاّن على وجوب الإِقتداء بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في جميع أفعاله إلاّ ما خُصّ به ، والإجماع الظاهر الرجوع إلى أفعاله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحكام الحوادث كالرجوع إلى أقواله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فيجب أن تكونا حجّة»(٤).
تفاسيرِ أُخرى :
وهناك تفاسير أُخرى صنّفها علماء القرن السادس ، ومنها :
تفسير ابن الكيّال أو الكال ، وهو أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن هارون بن محمّد بن كوكب الحلّي (ت ٥٩٧ هـ) ، عدّ في كتاب الأمل بعضاً من تصانيفه ، منها : كتاب مختصر التبيان في تفسير القرآن ، وكتاب متشابه القرآن ، وكتاب اللحن الخفيّ ، وكتاب اللحن الجليّ(٥).
٧ ـ مدرسة القرن السابع الهجري :
لم نعثر على مصنَّف مستقلّ في تفسير القرآن ، إلاّ أنّ السيِّد ابن
__________________
(١) متشابه القرآن ٢ / ٢٩.
(٢) سورة الاحزاب ٣٣: ٢١.
(٣) سورة الأعراف ٧ : ١٥٨.
(٤) متشابه القرآن ٢ / ١٥٥.
(٥) أمل الآمل ٢ / ٣١١ رقم ٩٤٧.