مسهبة بذكر الأقاويل أو مقصّرة بسبب الإيجاز والاختصار ، واعتبر كتابه وسطاً بينهما.
بنى مقدّمته على أمور ثلاثة ، هي :
الأوّل : ذكر فيها النصّ الظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه ، عرّفها ومثّل لبعضها من الآيات القرآنية.
الثاني : قام بتوضيح بعض مباحث الألفاظ.
الثالث : ذكر فيه عدد آيات الأحكام بنظر المشهور وهو خمسمائة آية.
ومنهج المصنِّف هو أن يعقد في أوّل كلّ بحث قرآني مبحثين : الأوّل يهتمّ ببيان الجنبة اللغوية والاصطلاحية للعنوان الفقهي ، والثاني يهتمّ بالتفسير الفقهي لآيات الأحكام. ثمّ يتطرّق إلى القراءة ، وأسباب النـزول ، والناسخ والمنسوخ ، وأرآء علماء الفريقين إزاء دلالة الآية المبحوثة ، وما يرتبط بها من مسائل.
قال مصنّف كنـز العرفان في مقدّمته : «... وقد اعتنى العلماء بالبحث عنها (أي آيات الأحكام) واستخراج السرّ الدفين منها ، لكنّي لم أظفر بكتاب في تنقيح تلك الآيات بما يبرّد الغليل ويشفي العليل ويحتوي على جملة ما يبغيه الراغب ويستطرفه الطالب ، بل إ مّا مُسهبٌ بذكر الأقاويل والأخبار أو مقصّر قد ملَّل بالإيجاز والإختصار ، فحداني ذلك على وضع كتاب يشتمل على فوائد قد خلا عنها أكثر التفاسير وفرائد لم يعثر عليها إلاّ كلّ نحرير ، وضممت إلى ذلك فروعاً فقهيّة تقتضيها نصوص تلك الآيات أو ظهورها»(١).
__________________
(١) كنـز العرفان : ١١.