ومنهج المصنّف في الكتاب يتلخّص في استثمار المنهج الفقهي في عرض الآيات القرآنية الخاصّة بالأحكام ، فيبدأ بكتاب الطهارة ثمّ كتاب الصلاة وهكذا إلى نهاية مباحث العبادات ، ويتبعه بأحكام المعاملات مبتدئاً بفقه المكاسب ومنتهياً بالقضاء والشهادات. وهذا المنهج يختصّ به هذا الكتاب دون غيره ، حيث إنّ المنهج المألوف لدى السابقين من الفقهاء هو اعتماد التسلسل القرآني للآيات الكريمة.
وقد استعرض المصنّف ما يتطلّبه البحث العلمي في الآيات الكريمة من جوانب متعدّدة كالجانب الفقهي والأدبي بفروعه من النحو واللغة وغيرها وأسباب النـزول وغير ذلك من متطلّبات البحث القرآني معتمداً في ذلك الإيجاز والاختصار.
وقد تعرّض بالنقد والعرض لآراء الفقهاء من المذاهب الإسلامية الأخرى بالإضافة إلى عرض رأي الفقهاء من الإمامية ، ويتمّم اختياره للرأي بعد مناقشة جميع الآراء معتمداً في ذلك على الحجّة والبرهان.
ونذكر فيما يلي نموذجاً من تفسيره.
يقول في تفسير الآية الكريمة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيل حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَر أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنكُم مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً) (١) : «الواو في (وأنتم) للحال ، ولذلك نصب (جنباً) بالعطف عليه.
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٤٣.