القرآن الكريم ، جمع فيه المصنّف بين النقل والعقل والرواية والبيان ، وصدّره باثنتي عشرة مقدّمة في : فضل القرآن ، وكون علم القرآن عند أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، ووجوه الآيات من التفسير والتأويل والظهر والبطن والناسخ والمنسوخ ، والمنع من تفسير القرآن بالرأي ، وجمع القرآن ، ونحوها.
وقد وصف المصنّف كتابه بالقول : «وبالحرىّ أن يسمّى هذا التفسير بالصافي ، لصفائه عن كدورات آراء العامّة والمملّ والمحيّر والمتنافي»(١).
والملاحظ أنّ الفقهاء لم يعتدّوا بالكتاب من الناحية العلمية لأنّه اعتمد على نقل روايات ضعيفة ومختلقة وموضوعة ، واعتمد في تفسيره على التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم القمّي والتفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام. وتلك الكتب غير معتمدة عند علماء أهل البيت عليهمالسلام. واعتمد أيضاً على تفسير العيّاشي ، وهو التفسير الذي حُذفت فيه أسانيد الروايات من قبل الناسخ.
ومع أنّه انتقد المفسّرين المتقدّمين لابتلائهم بأخبار الضعفاء إلاّ أنّه وقع في فخّ الروايات الموضوعة وأوّلها تأويلاً عجيباً ممّا زاد في عدم عناية العلماء بالكتاب.
أمّا كتاب الأصفى فهو أوسط التفاسير الثلاثة التي صنّفها الفيض الكاشاني ، انتخبه من تفسيره الكبير الموسوم بـ : الصافي ، وأوجز فيه. أوّله : «الحمد لله الذي هدانا للتمسّك بالثقلين وجعل لنا القرآن والمودّة في القربى قرّة عين».
__________________
(١) تفسير الصافي ١ / ١٣.