اقتصر على تفاسير أهل البيت عليهمالسلام ، وقد نقل عن تفاسير أُخرى صرّح باسمها. وكان منهجه أنّه ما روى مسنداً عن أحد المعصومين عليهمالسلام إلا أوجز في سنده وصدّره بقوله : قال ، أو : في رواية ، أو : ورد. وما رواه عن العامّة صدّره بقوله : روي. وما نقله عن تفسير عليّ بن إبراهيم صدّره بـ : القمّي. وعندما يتصرّف في رواية ما كان ينبّه على ذلك.
قال في تفسير قوله تعالى : (... وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارى) (١) : «للين جانبهم ورقّة قلوبهم وقلّة حرصهم على الدنيا وكثرة اهتمامهم بالعلم والعمل (ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ) (٢) رؤوساء في الدين والعلم (وَرُهْبَاناً) (٣) عباداً (وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) (٤) عن قبول الحقِّ إذا فهموه ويتواضعون (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (٥) من الذين شهدوا بأنّه حقٌّ ، قال : أولئك كانوا بين عيسى ومحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ينتظرون مجيء محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) (وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِالله وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ) (٦) استفهام إنكار واستبعاد (فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُوا) (٧) عن اعتقاد وإخلاص كما دلّ عليه قوله : ممّا عرفوا من الحقِّ ، والقول إذا اقترن بالمعرفة كمل
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٨٢.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٨٢.
(٣) سورة المائدة ٥ : ٨٢.
(٤) سورة المائدة ٥ : ٨٢.
(٥) سورة المائدة ٥ : ٨٣.
(٦) سورة المائدة ٥ : ٨٤.
(٧) سورة المائدة ٥ : ٨٥.