الإيمان (جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذلِكَ جَزَاءُ الْمُـحْسِنِينَ) (١). القمّي : إنّ النجاشي ملك الحبشة بعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثين رجلاً من القسّيسين فقال لهم : انظروا إلى كلامه وإلى مقعده ومشربه ومصلاّه. فلمّا وافوا المدينة دعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الإسلام وقرأ عليهم القرآن : (إِذْ قَالَ الله يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ ... سِحْرٌ مُبِينٌ) ، فلمّا سمعوا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكوا وامنوا ورجعوا إلى النجاشي وأخبروه خبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرأوا عليه ما قرأ عليهم ، فبكى النجاشي وبكى القسّيسون. وأسلم النجاشي ولم يظهر للحبشة إسلامه وخافهم على نفسه ، وخرج من بلاد الحبشة يريد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فلمّا عبر البحر توفّي ، فأنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ ... وَذلِكَ جَزَاءُ الْمُـحْسِنِينَ) (٢)»(٣).
أمّا المصفّى فهو تلخيص لكتاب الأصفى ، ومنهجه الاختصار ، ولا يختلف عن الكتابين الأوّليين في إيراد الروايات الضعيفة مع قيامه بحذف الأسانيد.
الشيخ البهائي وتفسير العروة الوثقى :
تفسير سورة الحمد أو العروة الوثقى ، للشيخ البهائي محمّد بهاء الدين العاملي (ت ١٠٣١ هـ). وهو تفسير لسورة الفاتحة والحروف
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٨٥.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٨٢ ـ ٨٥.
(٣) الأصفى : ١٥٧ ـ ١٥٨ طبعة حجرية ١٣٥٠ هـ.