الشيخ الحرّ العاملي المتوفّى (١١٠٤ هـ) في كتابه أمل الآمل ، قال : يروي المصنّف عن خاله أبي علي الطوسي بواسطة وغير واسطة ، وعن جدّه لاُمّه أبي جعفر الطوسي ، وأمّ أُمّه بنت المسعود ورّام ، وكانت فاضلة صالحة».
قال سماحة السيّد محمّـد مهدي الخرسان (دام ظلّه) معقّباً :
«وعلى هذا النغم كثر الإيقاع عند المتأخّرين ... إلى قوله : ووجه الغرابة أنّه جعل الشيخ الطوسي جدّ ابن إدريس لأمّه ، وأمّ أمّه بنت المسعود ، ومعنى ذلك أن تكون بنت المسعود زوجة الشيخ الطوسي ، ومعلوم أنّ وفاة الشيخ الطوسي كانت سنة (٤٦٠ هـ) والمسعود ورّام متأخّر عن زمان الطوسي ، حتّى أنّ منتجب الدين ابن بابويه من القرن السادس شاهده بالحلّة وقال عنه : عالم فقيه صالح شاهدته ـ بحلّة ووافق الخَبر الخُبر ـ قرأ على شيخنا الإمام سديد الدين محمود الحمصي بحلّة وراعاه».
ثمّ يُضيف سماحة السيّد محمّـد مهدي الخرسان (دام ظلّه) موضحاً : «فلاحظ جيّداً تجد أنّ المسعود ورّام من معاصري ابن إدريس إن لم يكن متأخّراً عنه قليلاً ، فكلاهما اجتمع بسديد الدين الحمصي وأخذ عنه ، وسيأتي في شيوخ المصنّف وتلاميذه ذكر سديد الدين الحمصي ، فكيف يعقل أن تكون ابنة مسعود ورّام وهي أمّ أمّ ابن إدريس هي زوجة الشيخ الطوسي المتوفّى سنة (٤٦٠ هـ)؟! فلاحظ. اللّهمّ إلاّ أن يكون المراد بالمسعود ورّام رجلاً آخر غير من عرفته المصادر الرجالية فذكرته ، فمن هو يا ترى؟ على أنّا لو أغمضنا النظر عن هذه الجهة فثَمّ خلل آخر ، وذلك هو البعد الزماني بين وفاة الشيخ الطوسي في سنة (٤٦٠ هـ) وبين ولادة الشيخ ابن إدريس في سنة (٥٤٣ هـ) ، فيكون بينهما (٨٣ سنة) ، وذلك يمنع من وقوع الولادة المزعومة حتّى لو أفترضنا أنّ بنت الشيخ الطوسي كانت حملاً