و ـ اجتهاده وحياته العلميّة :
لم يُذكر في كتب أحوال الرجال مشايخه ، والذين أخذ عنهم ، ولا الرواة عنه ، إلاّ أنّه صدّق اجتهاده جمع كثير في نيّف وثلاثين من علماء عصره ، كتبوا تصديقاتهم بخطوطهم ، حيث جُمعت شهادات أعيان عصره في حقّه ، وذلك في مجموعة نفيسة جدّاً في سنة (١٠٧١ هـ) ، وهي تدلّ على عظيم إكبارهم له وجليل مكانته في نفوسهم ، فشهدوا باجتهاده وقدرته على استنباط الأحكام الفقهيّة ، وتقدّمه في العلوم والمعارف الإسلاميّة ، ومن هؤلاء العلماء : عبد علي الخمايسي النجفي ، والمحقّق محمّد باقر السبزواري ، والفيض الكاشاني ، وفخر الدين الطريحي ، وبهاء الدين محمّد ابن علي النباطي ، وغيرهم.
أقام خمس سنوات بالنجف الأشرف مدرّساً ، وكان يدرّس كلّ يوم في تلك المدّة خمسة عشر درساً في المعقول والمنقول ، وتتلمذ عليه ـ بالإضافة إلى علماء وطلاّب الشيعة ـ اثنان من أفاضل أهل السنّة القاطنين آنذاك بالنجف الأشرف هما : ملاّ حسن الدياربكري ابن ملاّ شريف ، والآخر ملاّ محمّد الجلبي الإسلامبولي الشهير بطاشجي زاده(١).
ز ـ شعره وأدبه :
كان قدسسره ـ مع عظيم مكانته العلميّة في العلوم المنقولة والمعقولة ـ أديباً كبيراً ، وشاعراً مبدعاً باللّغتين العربيّة والفارسيّة ، ونظمه بالفارسي أكثر من نظمه بالعربي ، وأكثر شعره في شرح عقيدة أو فكرة فلسفيّة كلاميّة ، وقد نشر شعره ونثره في أغلب مؤلّفاته العقائديّة وغيرها.
__________________
(١) اُنظر : طبقات أعلام الشيعة ٥ / ١٨٩ ، تراجم الرجال ٣ / ٢١٨ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٥.