مستوراً في سرادقات القساوات(١) ، المخرجة من الفطرة الأصليّة للاشتغال بغير المعقولات ، فينبغي بيانه(٢) بالتنبيهات.
(لطيفة :
كلّ ما يقال من معتقدات الحقيقيّات في هذا الكتاب بيان لما حضر عند القابل الأقلّ في الأقوال على سبيل الآداب ، وما ظهر على السائل الأذلّ في الأفعال في جميع الأنواع بالقياس إلى غيره من ذوي العقول والآداب وبالنظر إلى خيره من أولي الأُصول والألباب ، بقدر عقله المستنجر المستفيد في معتقدات الاحتمالات ، بقطعه الأسباب من إفادات الأسانيد المفيدة للّبِّ واللّباب وإقاضات(٣) السنّة والكتاب المحيطه بالآداب) (٤).
تذكرة :
قد وجب على كلّ مدرك عاقل مميّز بحكم حقيقته : بتحقّق آدميّته وحقّ نعمة وجوده ، بجود منعمه ، وخالقيّته ، أن يعلم :
أوّلاً : مجملاً إنّ الله تبارك(٥) وتعالى وتقدّس : موجودٌ ، واجبٌ ،
__________________
(١) سرادقات : جمع سردق ، أيّ ما أَحاط بالبناء ، والسُّرادقُ : كلّ ما أَحاطَ بشيء نحو الشُّقَّة في المضرب أو حائط المشتمل على الشيء.
والقساوات : جمع القُسُّ ، وقَسَّ يَقُسُّو قَسّاً : أيّ تتبّع الشيء وطَلَبه.
اُنظر : لسان العرب ١٠ / ١٥٧ و ٦ / ١٧٣ ، الصحاح ٣ / ٩٦٣ ، مادّة «سردق» ومادّة «قسس» ، معاني القرآن للزجّاج ٣ / ٢٨٢.
(٢) في نسخة «م» : بيانها.
(٣) الإقاضات ـ وانقْاضَت فهي مُنقاضةٌ : تصدَّعت وتشقّقت ولم تَغلَّقْ ، وقاضها الفْرخُ قيضاً : شقها ، وتَقَيَّضَتِ البيضةُ تَقَيُّضاً إذا انكسرت فصارت فِلَقاً. اُنظر : لسان العرب ٧ / ٢٢٤ ، الصحاح للجوهري ٣ / ١١٠٣ ، مادّة «قيض».
(٤) ما بين القوسين لم ترد في «م» ، ولا في «ث» إلاّ في هذه النسخة «ك».
(٥) لم ترد في «ث» و «ك».