لزم أن يكون العلم(١) جهلاً ، ومع تغيّره لزم أن يكون العالم للحوادث محلاًّ؟!
والجواب :
إنّ الصّورة الزّائدة على الذات ، تتغيّر بتغيّر المعلوم (ذي الصورة وإمّا ما هو عين الذّات فلا يتغيّر بتغيّر المعلوم) (٢) بالضرورة.
الثامنة : إنّ الله تعالى : مدرك ، سميع ، بصير ، عالم بالمسموعات ، والمبصرات في الأزل(٣) ، وسامع ، مبصر ، عالم بالمدركات في الحال ، كما قال : (لاَتُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ) (٤) ؛ لأنّه عالم بكلّ معلوم على كلّ حال.
التاسعة : إنّ الله تعالى : متكلّم ، موجد للكلام في الأجسام ، لأجل إعلام الأنام ، كما كلّم موسى تكليماً في الشجرة المباركة(٥) ، وكلّم في لسان الطّفل في حقّ يوسف للشهادة(٦) بالمعاملة ، وليس الكلام بهذا المعنى(٧)
__________________
(١) في «ث» لم ترد.
(٢) ما بين القوسين ، لم يرد في «ث».
(٣) الآزال : جمع الأزل ، وهو عبارةٌ عن اللاّ أوّليّة ، أو عدم المسبوقيّة بالغير. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥٢ ، الأربعين في أُصول الدين : ١١ ، قواعد العقائد للطوسي : ١٠ ، كشف الفوائد : ٣٦ ، اللوامع الإلهيّة في المسائل الكلامية : ٦٧ ، تلخيص المحصّل : ٢٦٤.
(٤) سورة الأنعام ٦ / ١٠٣.
(٥) إشارة إلى قوله تعالى : (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الأيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَامُوسَى إِنِّي أَنَا الله رَبُّ الْعَالَمِينَ) القصص ٢٨ / ٣٠.
(٦) إشارة إلى قوله تعالى : (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُل فَصَدَقَتْ ....) يوسف ١٢ / ٢٦.
(٧) لم ترد في «م».