قديماً لا يفنى ؛ لأنّ الحروف والأصوات المنظومة المسمّاة بالكلام عرض لا يبقى ، والحقيقة ـ التي هي مصدر لصدورها في الأجسام ومظهر لظهورها بالوحي والإلهام(١) ـ إنّما هي ذاته المقدّسة(٢) ، فإنّ قيل بقدم الكلام بهذا المعنى(٣) ، فالنزاع في اللّفظ دون المعنى.
العاشرة : إنّ الله تعالى : مريد للخير ، كاره للشرّ ؛ لأنّه مرجّح(٤) الأفعال في حدّ الكمال على تركها في جميع الأحوال ، ولذا أمر بالطّاعة ونهى عن المعصية(٥).
الحادية عشر : إنّ الله تعالى : صادق في الأقوال ، خيّر في الأفعال ؛ لأنّه حكيم غنيٌّ عن الغير ، ويستحيل على الحكيم الغنيّ(٦) غير الصدق
__________________
(١) الوحي في اللغة ـ : إعلام سريع خفيّ ، سواء أكان بايماءة أو همسة أو كتابة في سرّ ، وكلّ ما ألقيته إلى غيرك في سرعة خاطفة حتّى فهمه ، فهو وحي كيف كان.
الإلهام وهو : إعلام في خفاء ؛ ولذلك سمّي الإلهام وحياً وأحياناً يلهم أنّه من الله كقوله تعالى : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ...) القصص ٢٨ / ٧. وقوله تعالى : (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ....) النّحل ١٦ / ٦٨ ، وفي اصطلاح علماء الكلام ـ الوحي ـ هو : الكلام الخفيّ من جهة ملك في حقّ نبيّ في حال اليقظة. اُنظر في ذلك : لسان العرب ١٥ / ٣٨٠ ، معجم مقاييس اللغة ٦ / ٩٣ ، المغني في أبواب التوحيد والعدل ٧ / ٣ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٨٠ علم اليقين في أُصول الدين ١ / ٣٥٩ ، مجموعة رسائل الغزالي ٣ / ١٠٥.
(٢) في «م» : ذاته تعالى.
(٣) في «ث» : بهذا الكلام.
(٤) في «م» : لأنّه يرجّح.
(٥) اُنظر في ذلك : النكت الاعتقادية : ٢٦ ـ ٢٧ ، تصحيح الاعتقاد : ٤٩ ـ ٥٠ ، شرح تجريد الاعتقاد : ١٩٩ ، نهج الحقّ : ٧٦.
(٦) في «م» : على الغني الحكيم.