والخير(١) ، وأمّا الشر فيما ورد أنّه تعالى(٢) ، خالق الشرّ والخير فالمراد به ما لا يلائم الطّباع وإن كان في الحقيقة نفس الخير(٣) (٤).
الثانية عشر : إنّ الله تعالى وتقدّس(٥) : أكبر من جميع ما عداه من جميع الوجوه والجهات ، وأعظم من كلّ ما سواه بالذّات والصفات ، فإنّه أعظم من أن يُبَيّن في مُبَيَّن التوصيف ، وأكرم من أن يُعيّن في مُعَيَّن التّعريف ، أعظم من كلّ أمر أكبر من جُلّه ، حاضرٌ في كلّ شيء غائب عن كُلّه ؛ لأنّه محيط بكلّ ما سواه ؛ لاشتمال وجه وجوه على كلّ ما عداه ، ووجب للواجب أن يعلم حقيقة الممكن بالذّات في الحقيقة ، ولم يمكن للممكن أن يعلم حقيقة الواجب بالذّات بالحقيقة ، فإنّ كلّ ما هو للواجب واجب ، وكلّ ما هو للممكن ممكن يقال في الفارسيّة :
گر چه در خاطر نباشد عاقلان را غير دوست |
|
در تصوّر هرچه مى گنُجد همه مخلوق اوست(٦) |
__________________
(١) قال العلاّمة الحلّي قدسسره : اعلم أنّ الحكم بكون كلام الله صادقاً لا يجوز عليه الكذب ، إنّما يتمّ على مذهب الإماميّة ومن تابعهم من المعتزلة ، الذين أحالوا صدور القبيح عنه تعالى من حيث الحكمة. اُنظر : نهج الحقّ : ٦٣ ـ ٦٤ ، دلائل الصدق ٢ / ٢٥٧ ـ ٢٦٥.
(٢) لم ترد في «م».
(٣) في «م» : متضمّناً للخير.
(٤) اُنظر : أوائل المقالات : ٥٦ ـ ٥٨ ، تصحيح الاعتقاد : ٤٥ و ٤٩ ـ ٥٠ ، شرح جمل العلم والعمل : ٨٣ و ٨٥ ـ ٨٨ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٧٩ ، شرح تجريد الاعتقاد : ١٩٨ و ١٩٩ ، شرح أُصول الخمسة : ٣٠١ ـ ٣٠٢ ، الملل والنحل ١ / ٣٩ ، الأربعين في أُصول الدين للرازي ١ / ٣٤٠.
(٥) في «ث» لم ترد.
(٦) أبيات شعر باللّغة الفارسيّة ، والظاهر هنا من نظم المؤلّف.