فائدة :
يحتمل أن يكون من حسن الآداب أن لا تجوز الجرأة وما تنبغي الجسارة في إطلاق اسم على الله تعالى ، وإن كان حقيقيّاً بحال كماله ولائقاً(١) بجلال جماله ما لم يُبَّيْن له إذنٌ من الأنبياء ولم يُعيّن له رخصةٌ من الأولياء ، والاسم المطلق عليه من غير اعتبار الغير هو الله لا غير ، وغيره إمّا باعتبار الإضافة : كالعالم والكريم ، أو باعتبار السلب : كالواحد والقديم ، أو باعتبارهما معاً : كالحيّ والرحيم.
المطلب الثالث :
في(٢) صفاته الجلاليّة ، التي هي سلبيّة سرمديّة ، فإنّ جلاله تعالى اتّصاف ذاته بعدمات تلك الصفات بالذات ، لا بعدمات الملكات وهي اثنتا عشر(٣).
الأُولى : إنّ الله جلّ جلاله ليس جسماً(٤) ؛ لأنّ الجسم محدَث لعدم انفكاكه عن الحركة والسّكون الحادثين المسبوقين بالمكان والكون الأوّلين ،
__________________
(١) لائقاً : جمع ليق ؛ لاقَ الدواة لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً ، وهي ما اجتمع في وقْبَتها من سوادها بمائها. ومنه : لاقَت الدواة تَليقُ أي لصقت ، وما يليق هذا الأَمر بفلان أَي ليس أهلاً أَن ينسب إليه ؛ وفي اصطلاح المتكلّمين : إنّ لفظة «الله» علم للذّات المقدّسة المشخّصة أو موضوع لمفهوم كلّي هو مفهوم الواجب الوجود لذاته ، والمستحقّ للعبادة. اُنظر : لسان العرب ١٠ / ٣٣٤ مادّة «لبق» ، مفتاح الباب : ٧٢.
(٢) في «ك» : في صفات الجلاليّة ، وما أثبتناه من «م» و «ث».
(٣) في «ث» : وهي اثنا عشر.
(٤) اُنظر في ذلك : المباحث المشرقية ٢ / ٤٥٨ ، لمعات إلهيّه بالفارسي : ١١٩ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٣٧ ، شرح الأُصول الخمسة : ٢١٦ ، إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ١ / ١٧٢ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ١٩ ، مفتاح الباب : ١٣١ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٤ ، دلالة الحائرين ١ / ٨٥ و ١٢٠ و ١٣٦ ، التوحيد للماتريدي : ٣٨ ، نهج الحقّ : ٥٥ ـ ٥٦.