فإنّ الحركة هي الكون(١) الأوّل في المكان(٢) الثاني ، وهو مستلزم للخروج من القوّة إلى الفعل(٣) على التدريج ، والسكون هو الكون الثاني في المكان الأوّل ، وهو مستلزم لعدم الخروج لما من شأنه الخروج ، وعدم الملكة نحو من الكون لكنّه ضعيفٌ بالنسبةِ إلى الكون الأوّل.
فإنّ الأوّل وجودٌ أوَّليٌ حاصِلٌ في نفسِهِ ، والثاني وجود ثانويٌّ حاصل في غيره(٤).
الثانية : إنّ الله تعالى ، ليس جوهر(٥) ؛ لأنّ الجوهر ماهيّة قائمة بذاتها ، فهو موجود مجعول بوجود زائد فيحتاج إلى مُوْجِد.
الثالثة : إنّ الله تعالى ، ليس عرضاً ؛ لأنّ العرض ماهيّة قائمة بغيرها ، فهو موجود مجعول قائم بالموضوع فيحتاج إلى الموضوع(٦).
الرابعة : إنّ الله تعالى ليس بمتحيّز ؛ لأنّ المتحيّز (من حيث هو
__________________
(١) أي الكون في نفسه للجسم (منه قدسسره).
(٢) لفّ ونشر مرتّب فإنّ الحركة مسبوقة بالمكان الأوّل. والسكون مسبوق بالكون الأوّل (منه قدسسره).
(٣) العلم بالقوّة وبالفعل هو : إنّ العلم ثلاث ... الأُولى أن يكون بالقوّة المحضة ، وهو عدم التّعقّل عمّا من شأنه ذلك. الثانية أن يكون بالفعل التّامّ ؛ كما إذا علم الشيء علماً تفصيليّاً ... كشف المراد : ١٧٨.
(٤) نهج الحقّ : ٥٥ ـ ٥٦ ، دلائل الصدق ٢ / ١٧٩ ـ ١٨٨.
(٥) المباحث المشرقيّة ٢ / ٤٥٩ ، الاقتصاد في الاعتقاد : ٣٨ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٧٦ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٧٠.
(٦) اُنظر مثلاً : المباحث المشرقيّة ٢ / ٤٦٢ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ١٩ ، مفتاح الباب : ١٣١ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٧٦ ، الاقتصاد في الاعتقاد : ٤٠.