مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الناشر في الخلق فضله ، والباسط فيهم بالجود يده ، نحمَدُه في جميع أُموره ، ونستعينه على رعاية حقوقه.
وصلّى الله على محمّد وآله عبده ورسوله ، أرسله بأمره صادعاً ، وبذكره ناطقاً ، فأدّى أميناً ، ومضى رشيداً ، وخلّف فينا راية الحقّ : من تقدّمها مَرَق ، ومن تخلّف عنها زهق ، ومن لزمها لحق.
أزمّة الحقّ ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق. أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي. فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن. آل محمّـد (صلى الله عليه وآله) كمثل نجوم السماء :
إذا خوى نجم طلع نجم.
لا يُقاس بآل محمّـد (صلى الله عليه وآله) من هذه الأُمّة أحد.
وترك لنا : قرآناً عظيماً ، وذكراً حكيماً ، وحبلا ممدوداً ، وعهداً معهوداً ، وظلاًّ عميماً ، وصراطاً مستقيماً.
فيه : معجزات باهرة ، وآيات ظاهرة ، وحجج صادقة ، ودلالات ناطقة.
مبيّناً فيه : حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ، وناسخه ومنسوخه ،