سياق هذه الآيات سياق الاقتصاص ، تذكر قوماً من المؤمنين تسمّيهم الأبرار ، وتكشف عن بعض أعمالهم ، وهو الإيفاء بالنذر ، وإطعام مسكين ، ويتيم ، وأسير ، وتمدحهم وتعدهم الوعد الجميل.
وليس سياقها سياق فرض موضوع وذكر آثاره الجميلة ، ثمّ الوعد الجميل عليه.
ذكرُها للأسير فيمن أطعمه هؤلاء الأبرار نعم الشاهد على كون الآيات مدنيّة ، فإنّ الأسر إنّما كان بعد هجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وظهور الإسلام على الكفر والشرك ، لا قبلها.
والملاحظ أنّ الله تعالى لم يذكر فيما ذكر من نعيم الجنّة نساء الجنّة من الحور العين وهي من أهمّ ما يذكره عند وصف نعم الجنّة في سائر كلامه.
قال الآلوسي في روح المعاني : ومن اللطائف على القول بنزول السورة فيهم [يعني أهل البيت عليهمالسلام] أنّه لم يذكر فيها الحور العين ، وإنّما صرّح عزّ وجلّ بولدان مخلّدين رعاية ؛ لحرمة البتول وقرّة عين الرسول(١).
خلاصة :
١ ـ إنّ عدداً من آيات هذه السورة نازلة بعد حادثة إطعام أهل البيت عليهمالسلام مسكيناً ويتيماً وأسيراً (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً).
__________________
(١) تفسير روح المعاني للآلوسي ٢٩ / ١٥٨.