الم (٢) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٣) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٤) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ
____________________________________
[٢] (الم) أي من جنس هذه الحروف المقطعة : «أ» ، «ل» ، «م».
[٣] (ذلِكَ الْكِتابُ) والإشارة بالبعيد ، للإشارة إلى كون القرآن سامي المقام ، عالي المنزلة (لا رَيْبَ فِيهِ) أي ليس محلّا للريب ، وإن ارتاب فيه الكفار ، كما أن النهار لا ريب فيه ، وإن ارتاب فيه السوفسطائيون ، و (لا رَيْبَ فِيهِ) صفة للكتاب (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) صفة بعد صفة ، أي أن هذا القرآن هداية لمن اتقى ، وخاف من التردي ، فإنه هو الذي يهتدي بالقرآن ، وإن كان القرآن صالحا ، لأن يهدي الكل.
[٤] (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) صفة للمتقين ، والمراد بالإيمان الاعتقاد به ، والغيب هو الذي غاب عن الحواس الظاهرة ، أي ما وراء الطبيعة ، فالروح غيب ، وأحوال القبر غيب ، والله سبحانه غيب ، وهكذا (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) إقامة الصلاة ، الإتيان بها دائما على الوجه المأمور بها ، ولذا تدل على معنى أرفع ، من معنى «صل» (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) والرزق أعم من المأكول ، والملبوس ، والمسكون ، والعلم والصحة ، وغيرها ، وإنفاق كل شيء بحسبه.
[٥] (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من الوحي والقرآن (وَما أُنْزِلَ مِنْ