فلا تجد فيه كلمة خالية عن الفصاحة ، ولا آية مخالفة لآية أخرى ، بل جميعه موصوف بغاية الجودة ، ومتّصف بما لم تجر بمثله العادة.
٦ ـ من حيث اشتمال القرآن الكريم على أحسن الآداب ، وأمتن الحكم ، وأكمل المواعظ ، وأصوب القوانين ، وأتمّ الأحكام في العبادات والمعاملات والمعاشرات في أمور الحياة والأسرة والمجتمع ، وفي الحدود والأقضية في السفر والحضر والأمن والخوف والسلم والحرب والعسرة والغلبة وكلّ ما يحتاجه الإنسان في أصوله وفروعه بشكل ليس فيه أدنى خلل.
فجعل الله تعالى هذا القرآن مشتملا على كلّ ما تحتاج إليه الأمم ، وهاديا إلى التي هي أقوم ، كما جعل بيانه وتبيانه عند مهابط وحيه وخزّان علمه وترجمانه في خلقه النبيّ الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته الأطهار عليهم آلاف التحية والثناء تكريسا للاقتداء ، وتعظيما للإمامة وما يترتّب عليها من فوائد كبيرة في دنيا الناس ودينهم.
٧ ـ من حيث ما تضمّنه من الأخبار في قضايا الأمم السالفة ، وخفايا القصص الماضية ، ودقائق القرون الخالية ، مثل أخبار آدم عليهالسلام وابنيه ، ومسائل نوح عليهالسلام ، وأمور إبراهيم عليهالسلام ، وقصّة أصحاب الكهف ، وقضايا موسى ..... ممّا لم يطّلع عليها أحد إلا بعض خواصّ الأحبار والرهبان الذين لم يكن النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم معاشرا لهم ، بل كان بعيدا عن مخالطتهم. فكتاب كهذا من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لم يتعلّم عند أحد يكشف قطعا عن كونه من الله العالم بجميع الأمور.
علما بأنّ ما بيّنه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من أخبار القرآن لم يكن اقتباسا من كتبهم ، بل نقلا لحقيقة الأمر وواقعه الموجود عندهم ، وإلّا لكانوا يرمونه بالسرقة من كتبهم وهم غير آبين من توجيه التهمة مع توفّر الدواعي الكافية في ذلك.
٨ ـ من حيث اشتماله على الأخبار عن ضمائر المنافقين وبواطن