وضاعت جهود صاحبها ، وانتقض الغرض من بعثته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومن البديهي أنّ أولى الناس بذلك هو من يرتبط بصاحب الرسالة بوشائج القربى ، ويكون على درجة عالية من الطهر والتقى والورع والذكاء والنبوغ ليزداد حرصه على الرسالة وعلى ميراث صاحبها من العلوم والمعارف ؛ ولهذا اختصّ نسب الرسول وذرّيّته عليهمالسلام بعلم الكتاب العزيز ، فهم تحمّلوه وحملوه كمسؤولية كبري ، وتجشّموا في سبيل المحافظة عليه عناء كبيرا ونصبا كثيرا ، وقاتلوا الناس على تنزيله ، ثمّ قاتلوهم على تأويله ، ثم إنّ البراهين والأدلّة العمليّة التي قدّمها الأئمة عليهمالسلام في مجال تفسير القرآن وفكّ رموزه وبيان بطونه وأبعاده بنفسها خير شاهد على ذلك ، ونذكر هنا جملة من الأحاديث الواردة بهذا الشأن تيمّنا وتبرّكا :
١ ـ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (١).
٢ ـ عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا أوّل وافد على العزيز الجبّار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ، ثمّ أمّتي ، ثمّ أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي» (٢).
٣ ـ وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه حتى يردوا عليّ الحوض» (٣).
ولا يخفى على اللبيب دلالة (المعيّة وعدم المفارقة) على التلازم وعدم الافتراق أو الاختلاف في كل شيء حتّى يوم القيامة.
__________________
(١) مستدرك الوسائل : ج ٧ ، ص ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ، ح ٨١٨١ ، باب ٤٧ من كتاب الزكاة ؛ بحار الأنوار : ج ٢ ، ص ١٠٠ ، ح ٥٩ ؛ وانظر الإرشاد : ج ١ ، ص ٢٣٣.
(٢) وسائل الشيعة : ج ٦ ، ص ١٧٠ ، ح ٢ ، باب ٢ من أبواب قراءة القرآن.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢٢ ، ص ١٥٠ ، ح ١٤٢.