٤ ـ عن محمّد بن خالد بن الحجّاج الكرخي ، عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال : قال أبو جعفر : «يا خيثمة ، القرآن نزل أثلاثا ، ثلث فينا وفي أحبّائنا ، وثلث في أعدائنا وعدوّ من كان قبلنا ، وثلث سنّة ومثل ، ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم ثمّ مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض ، ولكلّ قوم آية يتلونها وهم منها من خير أو شرّ» (١).
ولا تنافي بين هذه الأخبار ؛ لأنّ بناء هذا التقسيم ليس على التسوية الحقيقيّة ، ولا على التفريق من جميع الوجوه ، بل على أصل التصنيف ، فإطلاقه لا ينفي ما عداه لكونه ليس في مقام البيان ، وعليه فلا بأس باختلاف الأخبار بالتثليث والتربيع ، ولا بزيادة بعض الأقسام على الثلث أو الربع أو نقصه عنهما ، ولا دخول بعضها في بعض.
هذا وقد وردت أخبار جمّة عن أهل البيت عليهمالسلام في تأويل كثير من آيات القرآن بهم وبأوليائهم وأعدائهم ، حتّى إنّ جماعة من أصحابنا صنّفوا كتبا في تأويل القرآن على هذا النحو ، جمعوا فيها ما ورد عنهم عليهمالسلام في تأويل آية آية ، إمّا بهم أو بشيعتهم أو بعدوّهم على ترتيب القرآن ، وقد روي في الكافي وفي تفسيري العياشي وعليّ بن إبراهيم القمّي والتفسير المسموع من الإمام أبي محمّد الزكي أخبار كثيرة من هذا القبيل (٢) ، منها ما رواه في الكافي عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٤) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٥) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (٣). قال : «هي الولاية لأمير المؤمنين عليهالسلام» (٤).
وفي تفسير الصافي نقلا عن العيّاشي عن محمّد بن مسلم عن أبي
__________________
(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٠ ، ح ٧.
(٢) انظر علوم القرآن عند المفسّرين : ج ١ ، ص ٢٠٩.
(٣) الشعراء ١٩٤ ـ ١٩٦.
(٤) أصول الكافي : ج ١ ، ص ٤١٢ ، ح ١.