على المعرفة والمحبّة والمتابعة وسائر ما لا بدّ منه في ذلك.
وأيضا فإنّ أحكام الله سبحانه إنّما تجري على الحقائق الكلّيّة والمقامات النوعيّة دون خصائص الأفراد والآحاد ، فحيثما خوطب قوم بخطاب أو نسب إليهم فعل دخل في ذلك الخطاب وذلك الفعل عند العلماء وأولي الألباب كلّ من كان من سنخ أولئك القوم وطينتهم ، فصفوة الله حيثما خوطبوا بمكرمة أو نسبوا إلى أنفسهم مكرمة يشمل ذلك كلّ من كان من سنخهم وطينتهم من الأنبياء والأولياء وكلّ من كان من المقرّبين ، إلّا مكرمة خصّوا بها دون غيرهم ، وكذلك إذا خوطبت شيعتهم بخير أو نسب إليهم خير أو خوطب أعداؤهم بسوء ونسب إليهم سوء يدخل في الأوّل كلّ من كان من سنخ شيعتهم وطينة محبّيهم ، وفي الثاني كلّ من كان من سنخ أعدائهم وطينة مبغضيهم من الأوّلين والآخرين ؛ وذلك لأنّ كلّ من أحبّه الله ورسوله أحبّه كلّ مؤمن من ابتداء الخلق إلى انتهائه ، وكلّ من أبغضه الله ورسوله أبغضه كلّ مؤمن كذلك ، وهو يبغض كلّ من أحبّه الله تعالى ورسوله ، وكلّ مؤمن في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامة فهو من شيعتهم ومحبّيهم ، وكلّ جاحد في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامة فهو من مخالفيهم ومبغضيهم.
وقد وردت الإشارة إلى ذلك في كلام الصادق عليهالسلام في حديث المفضّل بن عمر ، وهو الذي رواه الصدوق طاب ثراه في كتاب علل الشرائع بإسناده عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : بم صار عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قسيم الجنّة والنار؟ قال : «لأن حبّه إيمان ، وبغضه كفر ، وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان ، وخلقت النار لأهل الكفر ، فهو عليهالسلام قسيم الجنّة والنار لهذه العلّة ، والجنّة لا يدخلها إلّا أهل محبّته ، والنار لا يدخلها إلّا أهل بغضه».
قال المفضّل : يا ابن رسول الله فالأنبياء والأوصياء هل كانوا يحبّونه وأعداؤهم يبغضونه؟ فقال «نعم» قلت : فكيف ذلك؟ قال : «أما علمت أنّ