وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا» (١).
وعن الأصبغ بن نباته أنّه عليهالسلام قال في خطبة له : «سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لو سألتموني عن أيّة آية لأخبرتكم بوقت نزولها ، وفيم نزلت ، وأنبأتكم بناسخها من منسوخها ، وخاصّها من عامّها ، ومحكمها من متشابهها ، ومكيّها من مدنيّها» (٢).
وعن ابن الطفيل قال : شهدت عليّا يخطب وهو يقول : «سلوني ... فو الله ما من آية إلّا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، أم في سهل أم في جبل» (٣).
وفتق الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام سائر العلوم القرآنية وصنّفها ، فلقد أملى ستّين نوعا من أنواع علوم القرآن ، وذكر لكلّ نوع مثالا يخصّه ، وهو في كتاب نرويه عنه من عدّة طرق موجود بأيدينا إلى اليوم ، وقد أخرجه بتمامه العلّامة المجلسي (٤) (قده) في الجزء الأربعين من بحار الأنوار.
وليس عجبا أن ينال الإمام عليّ عليهالسلام هذه المرتبة ، وأن يدّخر هذه الكنوز العلميّة ، وأن يبلغ هذا الشأن ؛ لأنّه العلم الهادي والحجّة في الخلق.
ومن هنا يرى البعض أنّه لا يصحّ فيه ما اشتهر قوله : إنّه عليهالسلام أوّل الصحابة إسلاما ، وأقدمهم إيمانا ـ لأنّ عليّا عليهالسلام هو وصيّ رسول ربّ العالمين ، وحجّة الله على خلقه ، ولد مؤمنا مسلما معيّنا من قبل الله تعالى للوصيّة والخلافة والإمامة قبل أن يخلق الله الخلق ـ إلّا على نحو الإضافة أو المجاز على ما هو المستفاد من بعض الروايات ، كما أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) الإرشاد : ج ١ ، ص ٣٥.
(٣) بحار الأنوار : ج ٤٠ ، ص ١٧٩ ، ح ٦١.
(٤) هو المحدث الكبير محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني المشهور بالمجلسي (١٠٣٧ ـ ١١١٠ ه).