نبيّا قبل أن يخلق في الحياة الدنيا ، ومن تلك الأحاديث والروايات التي ذكرت وهي صريحة في عموم أخذ الميثاق للجميع بالنبوّة والولاية في عالم الذر (١). الحديث الشريف : «كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين» (٢). وفي آخر : «كنت حيّا وآدم بين الماء والطين» (٣). وكذلك الحديث القدسي : «لولاك لما خلقت الأفلاك» (٤). إلى غيرها من الروايات والأحاديث المعتبرة.
وقد ورد في كتاب «إليا» والذي نشرته دار المعارف الإسلامية في لاهور في باكستان في تموز عام ١٩٥١ م تحت عنوان «أسماء مباركة توسّل بها نوح عليهالسلام» حيث عثر العلماء السوفيت في منطقة «وادي قاف» على خشبة قديمة قالوا : إنها تعود إلى سفينة نوح عليهالسلام مكتوب عليها مجموعة من الحروف باللغة السامانيّة ، وهي أقدم لغات العالم ، وترجم حروف هذه اللوحة إلى اللغة الإنجليزيّة العالم البريطاني «إيف ماكس» أستاذ الألسن القديمة في جامعة مانشستر ، ولا يخفى أنّ «إيليا» و «شبر» و «شبير» هي أسماء باللغة السامانية ، ومعناها بالعربيّة «عليّ» و «حسن» و «حسين» وقد جاء في دعاء النبيّ نوح عليهالسلام بعد ترجمته : «إلهي بلطفك ورحمتك وبالذوات المقدّسة محمّد إيليا شبّر شبير فاطمة خذ بيدي ، فإنّ هؤلاء الخمسة عظماء يجب احترامهم ، ومن أجلهم خلق الله تعالى هذه الدنيا ، إلهي فأمدّني ببركة أسمائهم وأنت قادر على هدايتنا جميعا» (٥).
إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان حافظا ومستودعا لعلوم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث قال عليهالسلام : «كنت أدخل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّ يوم دخلة ، وكلّ ليلة دخلة ، فيخليني فيها أدور معه حيثما دار ، وقد علم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) انظر أصول الكافي : ج ٢ ، ص ٨ ، ح ١ و ٢.
(٢) عوالي اللآلئ : ج ٤ ، ص ١٢١ ، ح ٢٠٠.
(٣) عوالي اللآلئ : ص ١٢٤ ، ح ٢٠٨.
(٤) مفاتيح الغيب : ص ١٤.
(٥) موسوعة أهل البيت (ع) الكونية : ج ١ ، ص ٢٣٣.