التفسير ، حيث زانته من ضمن ما زانته اعتماده المطلق على ما ورد منهم عليهمالسلام ، مسلّما لهم ، منقادا إليهم فيما يقولون ويعملون ويهذّبون ، وهذه سمة لا ينالها إلّا الفائزون الناجحون ، والعالمون الصادقون ؛ لأنّهم صلوات الله عليهم باب الله الذي منه يؤتى ، وهم عيبة علمه ، وحبلة المتين ، وصراطه المستقيم ، وعندهم عليهمالسلام جوامع الكلم والعلم كما ورد عن ابن عبّاس أنّه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «أعطاني الله خمسا ، وأعطى عليا خمسا ، أعطاني جوامع الكلم ، وأعطى عليا جوامع العلم» (١).
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّا أهل بيت عندنا معاقل العلم وأبواب الحكم وضياء الأمر» (٢).
وعن الصادق عليهالسلام قال : «عندنا أهل البيت أصول العلم وعراه وضياؤه وأواخيه» (٣) (٤).
فالاعتماد عليهم صلوات الله عليهم يكشف الكثير من الحقائق والمعارف مع تطوّر الزمن والاكتشافات ؛ حيث أشاروا صلوات الله عليهم وبيّنوا جميع الأمور للبشريّة ، وبقي علينا أن نجدّ أكثر ونسعى لإظهار هذه الحقائق والاغتراف من منهلهم العذب ، وهذا لا يأتي إلّا بالمعرفة التامّة لأهل البيت عليهمالسلام ، معرفة المؤمنين بهم وبمقاماتهم السامية والمستسلمين في مدرستهم بكل خشوع وانقياد ؛ وذلك لأنّ العلم نور يقذفه الله سبحانه في قلب من يشاء ، وليس ذلك إلّا من تنوّر بمحبّتهم عليهمالسلام ، وتواضع لعظمتهم ، واقتدى بهم ، وتعلّم في مدرستهم ، وقد ورد عن الصادق عليهالسلام : «فمن عرف
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٨ ، ص ٢٨ ، ح ٣١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٦ ، ص ٣٠ ، ح ٤٢.
(٣) الأخيّة والآخيّة ـ بالمد والتشديد ـ واحدة الأواخي : عود يعرّض في الحائط ، ويدفن طرفاه فيه ، ويصير وسطه كالعروة تشدّ إليه الدابّة. أي بنا يشدّ ويستحكم أمر الدين ولا يفارقنا علمه. انظر لسان العرب : ج ١٤ ، ص ٢٣ ، «أخا» ؛ بحار الأنوار : ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٣.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٦ ، ص ٣١ ، ح ٤٤.