إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (١٤٦) ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً (١٤٧)
____________________________________
[١٤٧] (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) من نفاقهم (وَأَصْلَحُوا) نياتهم وأعمالهم كسائر المؤمنين (وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ) أي تمسكوا به وأخلصوا طريقهم لله ، بخلاف المنافق الذي يبعّض في طريقته ، فبعضها لله وبعضها للأصنام (فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) في دنياهم وآخرتهم (وَسَوْفَ) في الآخرة (يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) هو النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال.
[١٤٨] ولما ذكر سبحانه أن المنافقين في الدرك الأسفل ، بيّن أنه ليس من حاجة له إلى عذاب أحد ، وإنما ذلك لسوء صنيعهم ، فلو بدّلوا صنيعهم لكان خيرا لهم (ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ) أيها الناس ، والاستفهام في معنى الإنكار ، أي لا حاجة إلى عذابكم إذ لا ينتفع الله بذلك كما لا يتضرر بتركه (إِنْ شَكَرْتُمْ) نعمه سبحانه (وَآمَنْتُمْ) إيمانا صحيحا (وَكانَ اللهُ شاكِراً) لمن شكره ، ومعنى كونه شاكرا : أنه يفعل فعل الشاكر من الحفاوة إلى المشكور له (عَلِيماً) بكم وبأعمالكم ، فلا يفوته شيء منها.