لمحمّد ، وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله» (١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث جاء فيه : «وربّ الكعبة وربّ البيت ـ ثلاث مرّات ـ لو كنت بين موسى والخضر عليهماالسلام لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأنّ موسى والخضر عليهماالسلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما هو كائن ، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطي علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فورثناه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وراثة» (٢).
فمن هنا كانت مدرسة أهل البيت عليهمالسلام هي الأولى والأخيرة في هداية البشر ونقلهم إلى شاطئ الأمان ، والتأريخ هو خير دليل وشاهد على ذلك. وأعظم مدرسة للإسلام كانت مدرسة الإمام الصادق عليهالسلام حيث كانت جامعة كبري شملت كلّ العلوم والفنون والمعارف ، وقد خرّجت الكثير من العلماء الذين قدّموا للبشريّة والحضارة الإنسانيّة بكلّ إخلاص وتفان الشيء الكثير. والإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام هو سادس أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وقد تهيّأت له عليهالسلام الظروف السياسيّة في نشر علومهم وتأسيس دعائم العلم في مختلف المجالات حتّى أقام تلك الجامعة العظيمة التي لا زالت إلى يومنا هذا تخرّج الفطاحل من العلماء ممّن ينتسبون إليها.
فإنّ الذي يتتبّع كتب الرجال وتأريخ الأعلام يجد أنّ لعلماء الشيعة الذين ورثوا علوم أهل البيت عليهمالسلام دورا أساسيا ومهمّا في تأسيس فنون المعرفة ، حيث تقدّموا في تأسيس العلوم في الصدر الأوّل ، وبرعوا ، وسادوا في حضارتهم وعلمهم على جميع المعاهد والجامعات ، وعلومهم مبنيّة على أسس الأخلاق ومكارمها التي ورثوها عن آل محمّد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وكما يقال : إنّ المحروم من حرم منهم عليهمالسلام.
__________________
(١) أصول الكافي : ج ١ ، ص ٢٢٤ ، ح ٢.
(٢) بحار الأنوار : ج ١٧ ، ص ١٤٤ ـ ١٤٥ ، ح ٣٢.